صفحات أخرى

الرجال في مصر لا يرون امرأة غير زهرة والـ’اف بي آي’ يغار من الأمن المصري!

ميساء آق بيق
حب بعمر 5 سنوات
قالت له: انت ليه قاعد بعيد عني ومابتكلمنيش
اجابها: اصل ماما منعاني من اني اتكلم معاكي
قالت: انت بتحبني قد ايه، قال: بحبك قد الدنيا كلها واكتر ما تتصوري، انتي اكتر واحدة صاحبتي، وانتي بتحبيني قد ايه؟ اجابت: انا بحبك اكتر ماتتخيل وانا متأكدة ان مامتك مسيرها حتفهم وتقبل الامر الواقع!
قبل ذلك بقليل كانت الام تؤنب ابنها لانه كما قالت يضيع نقوده على البنات..
الآن هل يتخيل احد كم عمر هذين المشاركين في الحوار؟ إنهما طفل وطفلة لم يتجاوز عمرهما 5 سنوات والحوار كان يجري في مسلسل ‘حكايات بنعيشها’ الذي تقوم ببطولته ليلى علوي. ومهما كان المسلسل من النوع الخفيف والكوميدي ولكن إلى هذه الدرجة؟ على من يريد إقناعي بأن هذه كوميديا معقولة وأن هذا الحوار طبيعي وصحي لمن يشاهده من كل الأعمار أن يقتنع هو أولاً بأن طفلين في الخامسة من العمر يفكران هكذا.
زهرة….. علي أن أتوقف بعد أن أذكر اسمها لأن من المفروض أن تكون معروفة جداً، فهي رغم وجود الملايين في مصر، يجري خلفها عشرات الرجال، يحاولون كسب ودها والتقرب منها، والباقيات يكتفين بأن يحسدنها – هل نحن في ألف ليلة وليلة؟ في فطرة كل أنواع المخلوقات التي نشاهدها عبر القنوات الوثائقية هناك اثنان من الذكور يتقاتلان على الظفر بأنثى ومن يفز ينل، فقط بين البشر، وفي الدراما المصرية هناك خمسة يتنافسون على امرأة! أين النساء؟ أم أن الحاجة زهرة ‘حاجة تانية’؟
دور هند صبري في مسلسل ‘عاوزة اتجوز’ يجسد شخصية هستيرية تلهث وراء الزواج، أحدهم قال لي إن أسلوب مخاطبة الكاميرا هو شكل جديد من مخاطبة النفس بدل أن نسمع صوت الممثل في الخلفية ويبدو صامتا، قد يكون على حق، وقد ينفع الشكل الجديد باعتباره منحى مختلفا في الإخراج، ولكن حرام أن يجلس أحدنا ثلاثين يوما متتالية بانتظار الفرج الذي سيحل على بطلة المسلسل، فهي يا حرام عانت كثيرا وهي تنتظر بلهفة أن تتزوج، أخشى أن يصدر جزء ثان بعد زواجها نرى فيه أحد الطرفين ‘بيطلّع عين التاني’ والآخر يلعن الساعة التي تزوج فيها.. هذا كثير يا خلق الله، أليس من الإجحاف أن يكون الزواج أو عدمه هو همنا الأكبر في ظل كل هذه المصائب التي تحيط بنا؟ هل ينقصنا تخلف أو جهل في عالمنا العربي؟ والله لو وزعنا تخلفاً على أنحاء الكرة الأرضية لفاض عندنا ما يكفي لبقية سكان هذه الأمة المهزوزة.
صفحات مضيئة
أحيي العاملين على مسلسل ‘الجماعة’.. هذه الكاميرا جديدة على الدراما المصرية، هذه اللقطات والإضاءة والحركة والإخراج تثبت أن مصر أعادت حساباتها، لم تتوقف عند مرحلة معينة، التقطت الانتقادات التي طالت أعمالها الفنية في الأعوام الماضية وقرر الفنانون فيها تغيير اتجاههم، وظهرت مواهب جديدة جديرة بالاحترام، وما العيب في التراجع عن خطأ والمضي قدماً في خط جديد ومبدع ومتطور؟
أحترم جداً خروج المصريين من عباءة الإخراج القديمة التي دفعت بالمشاهدين إلى الابتعاد عن متابعة الأعمال المصرية، واختيارهم عباءة جديدة جميلة تستحق التوقف عندها. فقط أود أن أحلم بأن يكون الأمن في جميع الدول العربية شبيها بذلك الذي يصوره المسلسل، يحترم المواطن وحقوقه ويخاف عليه من الأذى ولا تنقصه الثقافة الواسعة في كل شيء! لا شك أن جميع عناصر الوكالة الفيدرالية الأمريكية سيتوارون خجلاً الآن لأنهم لم يعاملوا المواطن الأمريكي بهذه الطريقة الراقية!
المصريون كذلك خرجوا من مفهوم الانغلاق القطري وأصبحنا نراهم في أعمال درامية عربية متعددة الجنسيات، فهناك ممثلون سوريون في مسلسلات مصرية، وممثلون مصريون في مسلسلات سورية، وأعمال فنية جمعت عدة جنسيات مثل كليوباترا، وبمناسبة الحديث عن كليوباترا لماذا يصر وائل رمضان على أن يكون ممثلاً؟

عالماشي

تحية تقدير إلى الفنان قصي خولي على أدائه المتميز في ‘تخت شرقي’، وإلى الفنانة تاج حيدر على اختياراتها الذكية للأدوار التي تقوم بها، فهي مختلفة في أدوارها بين ‘أنا القدس’ و’أهل الراية’ ومسلسل عصري ثالث، وتحية ثالثة إلى الفنانة سوسن بدر التي باتت متمكنة جدا وتلقائية وعفوية في تمثيلها بين مسلسل ‘الجماعة’ ومسلسل ‘عايزة اتجوز’.
فكرة ذكية ولفتة إنسانية أن يتم تصوير ذوي الاحتياجات الخاصة في مسلسل ‘وراء الشمس’، ولكن ألم يكن من الأفضل تقصير عدد الحلقات وطول المشاهد؟ حرام أن نفصل حياة هؤلاء المساكين بهذا الشكل إلى درجة التكرار، محاولة الشرح بأن صاحب الاحتياجات الخاصة يمكن أن يبدع في حياته بقدر ما يتلقى من رعاية تحققت منذ الحلقات الأولى، والاختصار لم يكن ليعيب المسلسل على الإطلاق.
ازدادت جرعات العنف والضرب في مسلسلات الحارة الشامية القديمة، بهذا الأسلوب ستفقد هذه الحقبة بريقها، ما تعلق به المشاهدون عندما أحبوا هذا النوع من الأعمال هو الأخلاق الأصيلة القديمة والعادات الظريفة التي كان يتمسك بها أهل الشام، الآن عندما نرى مصيبة تحصل في أحد المسلسلات لأن امرأة كشفت عن وجهها في السوق ونحن في عز أزمة تتعلق بالنقاب يتحول الأمر إما إلى تنفير من هذه البيئة أو إلى جعل البعض يتمثلون بها، حرام أن تكثر جرعات الشر في مسلسلات الحارة ويكفينا الشر البشع الذي تزكم رائحته الأنوف في أعمال تصور الزمن الحاضر.
ما ملكت أيمانكم
لا أحد ينكر وجود حالات شاذة بين المتعصبين والمتشددين دينيا بشكل أعمى، ولكن يجدر بالمخرجين والكتاب أن يصوروا مقابل هذه الحالات الشاذة حالات طبيعية ومتوازنة من المتمسكين بدينهم. في عائلتي كثير من المحجبات والمتدينين أزورهم ويزورونني، وهم، على اختلاف أفكارنا، تظللهم السعادة والرضا والقناعة والكرم واللطف، ما الهدف من تعميم الصورة المتوحشة التي جاءت في مسلسل ‘ما ملكت أيمانكم’؟ هل المجتمع السوري يقتصر فقط على هذين النوعين؟ إما فتيات يمارسن البغاء بشكل خفي ومعلن، وإما فتيات منغلقات؟ لقد درست في جامعة دمشق ولا أنقطع عن زيارة دمشق أبدا، والحقيقة الساطعة أن المحجبات والمنقبات في الجامعة يجلسن مع بعضهن البعض، ليس واقعيا على الإطلاق أن تجلس فتاة مثل ليلى مع بقية الفتيات اللواتي ينتمين إلى بيئات مختلفة، بل إني إذا ذهبت إلى أبعد من ذلك سأقول إن تركيبة صداقة هذه المجموعة من الفتيات لا وجود لها لأن كل طبقة اجتماعية أو فكرية تصادق عموما من طينتها. كما أني لم أفهم هذه الجرعة الزائدة من الهوس الجنسي المنتشر بين ثنايا المسلسل وحواراته، وسواء أكان الهدف من اسم ‘ما ملكت أيمانكم’ هو الهجوم على توجه الفتيات إلى الاستهتار بأنفسهن وأجسادهن او كان الهجوم على فكرة ملك اليمين، فإن المبالغة طغت على جميع المعاني، على الأقل كانت الجارية في الزمن الماضي ملكاً لسيد واحد فقط كثيرا ما يعترف بابنه منها وقد يحررها من العبودية أيضا، في حين يصور المسلسل النساء وهن شبه ممتهنات للدعارة. أليس من الممكن أن هذا التشدد الديني لدرجة التطرف هو رد فعل على ذاك الانفلات؟ ألا يدفع الفقر الشديد والبطالة والجهل والتخلف والظلم ومشاهدة المظاهر الاجتماعية غير الطبيعية إلى الإرهاب؟ في هذه الحال أليست مسؤولية الحكومات أن توجد أنظمة تعليمية وتنويرية ومؤسسات تأمين اجتماعي وصحي تليق بمواطنها وأن تحفظ حقوق الإنسان في دولها كسبيل للقضاء على الإرهاب؟ ولا يقولن أحد إن بلادنا فقيرة لأن المنتفعين والمرتشين والسارقين وآكلي أموال الناس بالباطل وجدوا في بلادنا نقوداً كافية كي يغتنوا غنى فاحشاً يعجز اللسان عن وصفه..

‘ كاتبة واعلامية من سورية
القدس العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى