إخوان سوريا: هل آن الأوان للعودة إلى أحضان النظام؟
ميدل ايست أونلاين
رحبت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا بالمبادرة التي أطلقها التيار الإسلاميّ الديمقراطيّ المستقلّ بمناسبة عيد الأضحى للمصالحة الوطنية، ورأت فيها دعوةً إيجابيةً مقدّرةً للحوار الوطني، وأكدت على أهمية أن يكون حواراً شاملاً ومفتوحاً، يضع الأسس لحمل عبء المشروع الوطنيّ على مستويي التحرير والبناء.
وقال المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا المهندس محمد رياض شقفة في تصريح صحفي لوكالة “قدس برس”: “إنّ موقف الجماعة من المصالحة الوطنية مبدئيّ وثابت، وإنّ الجماعة ومن خلال تقويمها للوضعين الإقليمي والوطني، يتأكّد لديها يوماً بعد يوم، ضرورة أن تتضافر الجهود الوطنية، للتصدّي للهجمة الشرسة على عقيدة الأمة وثقافتها ووجودها. إن قرار الكنيست الإسرائيلي ربط الانسحاب من الجولان ومن كل أرض عربية محتلّة، باستفتاء شعبي يصادق عليه، هو بمثابة تحدٍّ جديد، يفرض على الشعوب والحكومات استجابة مناسبة”.
وأضاف “إنّ جماعة الإخوان المسلمين في سورية، انطلاقاً من رؤيتها للواقع الوطني بكلّ أبعاده، ترحّب بالمبادرة التي أطلقها التيار الإسلاميّ الديمقراطيّ المستقلّ، بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وترى فيها دعوةً إيجابيةً مقدّرةً للحوار الوطني، وتؤكّد على أهمية أن يكون حواراً شاملاً ومفتوحاً، يضع الأسس لحمل عبء المشروع الوطنيّ على مستويي التحرير والبناء. كما نشكر القائمين على التيار الإسلامي الديمقراطي على مبادرتهم، ونسأل الله العليّ القدير أن يوفقهم ويسدّد خطاهم. ولن تتخلّف جماعتنا عن الاستجابة لأيّ مسعىً خيّر، يحقّق مصلحة الوطن والمواطنين”.
ويرى مراقبون تحولا كبيرا في الجماعة المحظورة في سوريا، وخاصة بعد انسحابها من “جبهة الخلاص” التي أسستها بعض الأحزاب السورية المعارضة في الخارج، وقطع علاقتها مع نائب الرئيس السوري المنشق عبد الحليم خدام.
ويرى البعض في هذا التحول المفاجئ للجماعة من خلال قطع علاقتها مع الأحزاب المعارضة وانفتاحها على النظام السوري بوادر صفقة بين النظام والجماعة تمهيدا لعودتها إلى ممارسة نشاطها في سوريا تحت رعاية مباشرة من قبل النظام في دمشق، وهو ما يشكل بدوره تحولا كبيرا في أدبيات النظام الذي كان يحظر عمل جماعة الإخوان المسلمين منذ الأحداث الدامية في الثمانينات.
وكان علي صدر الدين البيانوني المراقب العام السابق لجماعة الاخوان المسلمين في سوريا أكد في وقت سابق أن عودة الجماعة للعمل المسلح غير واردة، مشيرا إلى أن الجماعة لم تجر أي اتصالات مباشرة مع الحكومة السورية في الآونة الأخيرة، وإنها قطعت اتصالاتها بنائب الرئيس السوري السابق المنشق عبد الحليم خدام منذ انسحابها من جبهة الخلاص المعارضة.
وقال البيانوني في مقابلة مع وكالة “يونايتد برس”: “العودة إلى العمل المسلح أمر محسوم ومنته منذ فترة طويلة، ونعتبر الاقتتال الداخلي فتنة داخلية نحن أبعد الناس عنها ولا نجيز رفع السلاح في مواجهة الحكومة، وهذا مبدأ عام في كل جماعات الإخوان المسلمين وليس فقط السوريين، ونرفض استخدام السلاح داخل البلد. السلاح هو فقط للعدو الخارجي”.
ونفى البيانوني إجراء أي اتصالات بين اخوان سوريا ونظام بلادهم، وقال “لم تحصل أي اتصالات مباشرة بيننا وبين النظام وليس هناك أي جديد في هذا المجال. لكن عدداً من الجهات الرسمية والشعبية الإسلامية والعربية تحركت باتجاه النظام بعد قرارنا تعليق أنشطتنا ومطالبتنا النظام السوري بالمصالحة مع شعبه، وكل هذه الجهات ومن دون استثناء سمعت كلاماً طيباً ووعوداً طيبة، لكن لم يحدث أي شيء واقعي على الأرض”.
هل ستجد مبادرة التيار الإسلامي قبولاً عند النظام وجماعة الإخوان المسلمين؟
محمد فاروق الإمام
في مبادرة وطنية هي الأولى من نوعها.. طرح التيار الإسلامي الديمقراطي المستقل في سورية، وهو تيار ينشط في داخل سورية ويضم لفيفاً من المثقفين والعلماء الذين لا ينتمون إلى أي تيار سياسي، سواء كان موالياً للنظام أو لأي طيف من أطياف المعارضة، طرح مبادرة مصالحة بين النظام وجماعة الإخوان المسلمين تقوم على طي صفحة الماضي، مغتنماً حلول عيد الأضحى المبارك والمعاني العظيمة التي تضمنتها خطبة الوداع التي ألقاها في الحجيج نبينا محمد صلى الله عليه وسلم التي جاء فيها: (إنّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربّكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا، ومن كان عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها، إنّ كل ربا موضوع وإنّ ربا عميَّ العباس موضوع، ولكن لكم رؤوس أموالكم لا تَظلمون ولا تُظلمون.. استوصوا بالنساء خيرا؛ لكم على نسائكم حقّاً ولهنّ عليكم حقّا..اعقلوا أيّها الناس قولي، فإنّي قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلّوا بعدي أبدا؛ كتاب الله وسنّة نبيّه.
أيّها الناس: كل مسلم أخ للمسلم وإنّ المسلمين إخوة فلا يحلّ لامرئ من أخيه إلاّ ما أعطاه عن طيب نفس منه، فلا تظلموا أنفسكم ولا ترجعوا بعدي كفّارا يضرب بعضكم رقاب بعض. اللهم هل بلّغت؟.. اللهم فاشهد).
وقد أكد التيار في مبادرته قوله: (إننا في التيار الإسلامي الديمقراطي في الداخل السوري بمناسبة عيد الأضحى المبارك وعلى هدى من خطبة رسولنا في حجّة الوداع بإسقاط الدم وكافة الجنايات بين المسلمين فإننا نتقدّم من عند أنفسنا بعرض وساطة ومصالحة بين النظام السوري وجماعة الإخوان المسلمين والإسلاميين عموما بدون شروط مسبقة وذلك لمحو جميع الآثار السلبية العالقة والناجمة عن أحداث عام 1980 وما بعدها، ونتعهد أن نكون وسطاء موضوعيين حياديين على أن يقبل بنا كلا الفريقين.
وإننا بداية نتمنى على المسؤولين في النظام الإفراج عن الأستاذ المحامي هيثم المالح كي يساهم معنا في هذا الجهد المبارك إضافة إلى كوكبة من علماء المسلمين في الداخل يمكن أن تشكّل لجنة تقوم بهذه المهمة الشريفة والّتي يمكن أن تنقل البلاد والشعب السوري إلى مرحلة المصالحة الوطنية والأهلية والممانعة الحقيقية والمواجهة الصلبة لجميع أعداء العرب والمسلمين الّذين يتربصون بنا الدوائر.
إننا إذ نطرح هذه الرسالة فإننا نضعها أمانة في أعناق القادة والمسؤولين من كلا الطرفين المتخاصمين، وهي خطوة عفوية من التيار الإسلامي- شعوراً منّا بالمسؤولية- نوجهها بداية إلى سيادة الرئيس بشّار الأسد دعماً منه لهذه الوساطة المرجوة ولقد أثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم على سيّدنا الحسن بن علي رضي الله عنهما إذ قال عنه – قبيل وفاته – أنّه يُصلح بين فريقين من أمّة المسلمين .
وإننا وبانتظار جواب كلا الفريقين، نأمل من المسؤولين وكضرورة ملحّة وبمناسبة عيد الأضحى المبارك الإفراج عن الآنستين اليافعتين طل الملوحي وعصام آية فقد مضى على اعتقالهم ما يزيد عن عام بدون أي تحقيق قضائي وتهمة رسمية، كما نأمل الإفراج عن كافة سجناء الرأي).
إن مبادرة التيار الإسلامي الديمقراطي، وإن جاءت متأخرة، إلا أنها جاءت في وقت أحوج ما تكون فيه سورية إلى وحدة وطنية حقيقية تضم جميع أطياف الوطن العرقية والدينية والمذهبية والفكرية، لقيام جبهة وطنية متماسكة يمكنها التصدي لما يحاك لهذا الوطن من مؤامرات وفتن، وما يراد له من تمزق وتشتت وضياع، وإن قبول النظام لهذه المبادرة هي الرد الصحيح لرسائل إسرائيل، والتي كان آخرها سن الكنيست الصهيوني لقانون إجراء استفتاء للتخلي عن الجولان السوري المحتل.
إن من حق الشعب السوري على الأطراف المعنية بهذه المبادرة (النظام وجماعة الإخوان المسلمين) أن يترفعوا فوق المصالح الحزبية الضيقة، ويطووا صفحة الخلاف بينهما، ويتناسوا السنوات العجاف الماضية بقلوب بيضاء صافية، بعيداً عن الأحقاد والضغائن والثارات، فالأوطان لا تبنى إلا على الإلفة والمحبة والتعاون والإيثار وإنكار الذات والتضحية، والحكم لا يقوم إلا على العدل والقسطاس والمساواة واحترام حقوق الإنسان وصون كرامته وإسعاده والرقي به نحو الأفضل وتأمين العيش الكريم له ليتساوى مع باقي الأمم المتحضرة التي لا يقل عنها المواطن السوري إبداعاً وثقافة وفهماً.
وإننا إذ نشد على يد هذا التيار في مبادرته الطيبة الكريمة الصادقة نأمل من النظام أن يسارع إلى إبداء حسن النية تجاه هذه الدعوة للمصالحة بأن يلغي القانون رقم (49/1980) ويطلق سراح جميع الموقوفين من أصحاب الرأي والمعارضة ويفتح أبواب سورية لعودة المنفيين منتصبي القامة وموفوري الكرامة.
وفي المقابل على جماعة الإخوان المسلمين أن تصدر بياناً واضحاً نحو رأيها في المبادرة دون شروط مسبقة، لتشجيع النظام على الإقدام على خطوات شسجاعة تجاه هذه المبادرة، والتاريخ وحده هو من سيحكم على مصداقية الطرفين سلباً او إيجاباً تجاه هذه المبادرة ليقف الشعب على حقيقة نوايا الطرفين ومواقفهما.
خاص – صفحات سورية –
تصريح من جماعة الإخوان المسلمين في سورية
المركز الإعلامي
تعليقاً على مبادرة التيار الإسلامي الديمقراطي المستقل في الداخل، حول عرض وساطة بين الإخوان المسلمين والنظام في سورية.. أدلى المراقب العام للإخوان المسلمين في سورية المهندس محمد رياض شقفة بالتصريح التالي:
إنّ موقف الجماعة من المصالحة الوطنية مبدئيّ وثابت، وإنّ الجماعة ومن خلال تقويمها للوضعين الإقليمي والوطني، يتأكّد لديها يوماً بعد يوم، ضرورة أن تتضافر الجهود الوطنية، للتصدّي للهجمة الشرسة على عقيدة الأمة وثقافتها ووجودها..
إن قرار الكنيست الإسرائيلي ربط الانسحاب من الجولان ومن كل أرض عربية محتلّة، باستفتاء شعبي يصادق عليه، هو بمثابة تحدٍّ جديد، يفرض على الشعوب والحكومات استجابة مناسبة.
إنّ جماعة الإخوان المسلمين في سورية، انطلاقاً من رؤيتها للواقع الوطني بكلّ أبعاده، ترحّب بالمبادرة التي أطلقها التيار الإسلاميّ الديمقراطيّ المستقلّ، بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وترى فيها دعوةً إيجابيةً مقدّرةً للحوار الوطني، وتؤكّد على أهمية أن يكون حواراً شاملاً ومفتوحاً، يضع الأسس لحمل عبء المشروع الوطنيّ على مستويي التحرير والبناء..
كما نشكر القائمين على التيار الإسلامي الديمقراطي على مبادرتهم، ونسأل الله العليّ القدير أن يوفقهم ويسدّد خطاهم. ولن تتخلّف جماعتنا عن الاستجابة لأيّ مسعىً خيّر، يحقّق مصلحة الوطن والمواطنين.
25 تشرين الثاني 2010
المهندس محمد رياض شقفة
المراقب العام للإخوان المسلمين في سورية
برؤيتي المتواضعة للوضع في سوريا والوضع الإقليمي والدولي لن تتم الإستجابة لهذه المبادرة – بل ولن يقوم النظام السوري بالرد عليها ولو ببيان من سطرين – ومن يعش ير – وستذكرون ماأقول لكم وأفوض أمري إلى الله – ونحن لاننتظر أن يكتب التاريخ كما يقول السيد الكريم كاتب المقال – فالتاريخ يكتبه الأقوياء والمنتصرون والحاكمون – ولكننا ننتظر يوم الحساب حيث يقف الجميع أمام جبار السماوات والأرض وسيحاسب المخطئ والمسيء وكذلك كل من وقف شيطان أخرس لم يتكلم ولم ينصح ولم يحاول الإصلاح طوال 30 سنة عجاف سنوات مات فيها من مات وولد فيها من ولد حتى وصلنا للجيل الثالث – بكل الحزن والأسى والألم والشوق والحنين والحرقة على الوطن والأهل والأصحاب ومرابع الصبا والشباب – هذا النظام لن يتعامل مع هذه المبادرة إلا كتعامل إسرائيل مع مبادرة السلام العربية !! الإهمال والإحتقار والإزدراء – وأدعوا الله العليم الحكيم أن أكون مخطئاً في تصوري وتوقعاتي –