بعد انطلاقة نسختها الفارسية في طهران «دائرة معارف العالم الإسلامي» بالعربية في بيروت
احمد بزون
أخيــراً قــدّم المســلمون موســوعتهم
تأخر المسلمون في الرد على «دائرة المعارف الإسلامية» التي أصدرتها بالانكليزية شركة «بريل» الهولندية، منذ قرابة نصف قرن. فالمقالات التي كتبها العديد من المحتجين على مضمون هذه الموسوعة، حتى وإن وصلت الردود إلى حجم كتاب كامل، كما فعل الكاتب المصري ابراهيم عوض عندما أصدر كتابه «دائرة المعارف الإسلامية الاستشراقية أضاليل وأباطيل»، تواري خلفها عجزاً واضحاً عن الرد بطريقة حضارية. ذلك أن الرد الأكثر إقناعاً هو أن تكون للمسلمين موسوعتهم، التي يقدمون فيها حقيقة دينهم وثقافتهم، وأعلامهم، والأحداث التي عصفت بتاريخ بلادهم. موسوعة تقدَّم للدارسين المسلمين، ومن أبناء الديانات الأخرى، الذين يودون معرفة الإسلام من منظار المسلمين أنفسهم، حتى لو كان المسلمون متباينين في مذاهبهم.
السؤال الذي لا بد منه ونحن نقلّب في «دائرة معارف العالم الإسلامي»، التي بدأت إصدارها مؤسسة دائرة المعارف الإسلامية في طهران، لماذا تأخر المسلمون كل هذا الوقت ليقدموا موسوعتهم، في حين تسابقت الموسوعات لدى الأديان الأخرى في الظهور والتوسع وتجديد الطبعات. الكلام نفسه يقال عن العرب الذين يتقاطعون مع الإسلام في التاريخ والدين، والذين تأخروا هم أيضاً قرابة ربع قرن على الرد على موسوعة كتبها استشراقيون وانتقدها عرب، بعضهم باسم العروبة وبعضهم الآخر باسم الإسلام. إنها بلا شك إشكالية حضارية تخص العرب والمسلمين معاً، خصوصاً أولئك الذين رزحوا تحت نير الاستعمار والتخلف مئات السنين. وقد يكون من الطبيعي أن تتأسس مؤسسة دائرة المعارف الإسلامية، التي أصدرت الموسوعة/الدائرة، التي نحن بصددها، بعد الثورة التي اتخذت طابعاً إسلامياً بقيادة الإمام الخميني، وتفتحت أمامها طموحات كبيرة، منها إظهار الجانب الحضاري، الذي تشكل دائرة المعارف أداة أساسية في تظهيره، ومنها أيضاً الجانب الريادي التي ترى نفسها فيه.
وإن كانت المقارنة غير جائزة بين أحلام الثورة الخمينية والطموحات اليهودية والصهيونية، فإن أحلام إقامة دولة إسرائيل الكبرى، الذي بدأ يتفتح في الدوائر الصهيونية والجماعات اليهودية الأخرى، شكل دافعاً للعديد من المشاريع الموسوعية اليهودية والصهيونية، التي بدأت بالظهور عام 1888، واستمرت حتى ظهور «موسوعة الصهيونية وإسرائيل» عام 1971 برعاية أحد رؤساء الدولة الصهيونية زلمان شازار، ثم «الموسوعة اليهودية، جوديكا»، وهي «أكبر عمل موسوعي حتى الآن يختص بتراث أعضاء الجماعات اليهودية بكل جوانبه، وضمن ذلك الصهيونية وإسرائيل، وتقع في 16 جزءاً»، بحسب عبد الوهاب المسيري مؤلف «موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية». إلى جانب هذه الموسوعة ظهرت موسوعات يهودية أخرى أهمها «الموسوعة العبرية»، التي صدرت بين العامين 1941 و1971. وواضح أن العمل بهذه الموسوعات ليس منفصلاً عن الأهداف الصهيونية وإبراز الوجه الحضاري ليهود العالم.
بانت سعاد
من الضروري أن نقارن «دائرة معارف العالم الإسلامي» بنظيراتها من الموسوعات القريبة والبعيدة، لا سيما الموسوعات العربية، التي لم يصدر من صنفها إلا اثنتين لا غير، هما «الموسوعة العربية»، التي أصدرت منها «الجمهورية العربية السورية» 13 مجلداً حتى الآن، و«الموسوعة العربية العالمية»، التي جندت لها المملكة العربية السعودية ألف عالم وباحث ومحرر ومستشار، أسهموا في إنتاج طبعتين من هذه الموسوعة، صدرت أولاها عام 1996 وثانيتها عام 1999، وقد اعتمدت موادها، في جزء كبير منها، على «دائرة المعارف العالمية». في حين اكتفت مشاريع فردية في مصر بترجمة أجزاء من «دائرة المعارف الإسلامية»، أما إمارة الشارقة فأعادت ترجمتها كاملة.
وإذا عدنا إلى بدايات العمل الموسوعي العربي الحديث، نتذكر بطرس البستاني الذي بدأ إصدار «دائرة المعارف» في بيروت عام 1876 واستمر حتى عام 1900، وبعد وفاته أكملت عائلته المشروع حتى حرف العين. كان مشروعاً فردياً مدعوماً من الخديوي اسماعيل، إلا أن مشروع موسوعة عالمية اليوم يحتاج إلى مؤسسة رسمية كبيرة، وإلى إمكانيات مالية لا يستهان بها. وهذا ما توفر للموسوعة الإسلامية، التي تصدرها طهران، بقرار من رئيسها الأعلى الإمام الخامنئي، وإدارة مهدي محقق، نصر الله بورجوادي، علي أكبر ولايتي وغلام علي حداد. فالمشروع ضخم، إذ تشتمل خطته إصدار 40 مجلداً حتى عام 2021، صدر منها حتى الآن 13 مجلداً باللغة الفارسية، على أن الترجمة العربية التي بين أيدينا، تستمر بالتوازي مع توسع العمل في الموسوعة الأم. وقد صدر من الموسوعة المعربة حتى الآن ثلاثة مجلدات في بيروت، العاصمة العربية التي اختيرت لتكون مركزاً لتعريب الموسوعة، بإدارة الإيراني حيدر بوذرجمهر، يعاونه استشاريون لبنانيون هم ماهر جرار، جاد حاتم وحسين شرف الدين، ومجموعة لا بأس بها من المترجمين والمدققين الإيرانيين والعرب، حصة اللبنانيين منهم وافرة. ومؤخراً صدر المجلد الثالث للموسوعة بالعربية مؤرخاً عام 2010، وهو الثالث في حرف الباء الذي بدأت به الموسوعة قبل الألف «تجنباً للتكرار وتوفيراً للوقت»، على أن يرد حرف الألف لاحقاً. المجلدان الأول والثاني مؤرخان عام 2009. ويبدو أن كل حرف يبدأ بعنوان لافت للنظر، إذ حمل المجلد الأول، بداية حرف الباء، عنوان «بانت سعاد»، الذي يذكرنا بقصيدة كعب بن زهير بن أبي سلمى في مدح الرسول محمد، ومطلعها «بانَتْ سُعادُ فقَلْبي اليومَ مَتْبولُ/مُتيَّمٌ إثْرَها لمْ يُفْدَ مكبولُ».
مقارنات
قبل الكلام على ما تعنى به الموسوعة، والمنهجية المتبعة في مقالاتها أو موادها، يمكن أن نتوقف قليلاً عند حجمها، فعدد الصفحات الذي نفترض أنه سوف يصل إلى ما يفوق 28000 صفحة، كون المجلد الواحد منها يفوق الـ700 صفحة، يبدو كبيراً بالمقارنة مع «الموسوعة العربية العالمية» التي يبلغ عدد صفحاتها 17 ألف صفحة ورقية (وإن كانت نسختها الالكترونية المزيدة والمتجددة تصل إلى نصف مليون صفحة حاسوبية)، وبالمقارنة مع «دائرة المعارف الإسلامية» 33 مجلداً في نسختها العربية في 10240 صفحة، و«الموسوعة العربية» 22 مجلداً (صدر منها 13 حتى الآن في 12262 صفحة) وكذلك مع الموسوعات اليهودية والصهيونية (الموسوعة اليهودية 16 مجلداً). ومن حيث المواد فمحسوب للموسوعة الإيرانية أن تضم 20 ألف مادة، مقابل 5 آلاف مادة لـ«دائرة المعارف الإسلامية» (الإنكليزية) و24 ألف مادة لـ«الموسوعة العربية العالمية». ربما من الصعوبة بشيء أن نقيم مقارنة بين مواد الموسوعات، إن لجهة أهميتها أو عددها أو آلية تجديدها، أو مستوى علميتها أو التوسع فيها.
لا شك في أن آراء واتجاهات وقناعات المساهمين في الموسوعة تترك أثرها في المادة المقدمة، أو المقالة المستخدمة، مهما بلغت درجة الرقابة والتدقيق وادّعاء الحيادية. وإذا كانت «دائرة المعارف الإسلامية» لاقت انتقادات واسعة من قبل المسلمين والإسلاميين، فإن محرريها كانوا من الأسماء الكبيرة، ليس في عالم الاستشراق وحسب، إنما أيضاً من أعلام الثقافة في العالم. ماذا إذا ذكرنا من بينهم المستشرقين: الفرنسي لويس ماسينيون والايطالي برنارد لويس والبلجيكي هنري لامنس والهولندي جوزيف شخت والإنكليزي مرجليوث والأميركي دانكن بلاك ماكدونلد والألماني كارل بروكلمان، وسواهم من المستشرقين والكتاب الذين انطلق بعضهم من موقع معاد للإسلام. ربما لهذا حرص المشرفون على «دائرة معارف العالم الإسلامي» على اختيار نخبة من الباحثين والعلماء والمحررين المأمون جانبهم، حتى وإن كانوا أجانب، على أن عدداً لا بأس به من الأبواب استقي من مقالات كتّاب غير عرب وغير مسلمين، لكن بعد التدقيق فيها بالطبع. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل أبواب دائرة المعارف هذه التي أطلق عليها بالفارسية اسم «دانشنامه جهان إسلام»، أي ما ترجمته «مَعْلَمَة العالم الإسلامي» (لم تستخدم كلمة معلمة بل التعبير المتداول عربياً وهو «دائرة المعارف»)، تنقل إلى العربية كما هي، أم أن ما نقرأه في النسخة المعربة هي مجرد مختارات تناسب العرب، بل ربما الأمر يحتاج إلى إضافات في النسخة العربية قد لا تكون موجودة في النسخة الفارسية؟
«تهذيب»
إذا أخذنا مقطعاً من موقع «دانشنامه جهان إسلام»، يقول «سيتم في المستقبل اختيار مجموعة من المداخل لتتم ترجمتها الي اللغة العربية والانجليزية»، نفهم أن ما نقرأه في النسخة المعربة ليس الترجمة الكاملة للموسوعة الفارسية. لا يعني ذلك أننا أمام موجز، إنما أمام «تهذيب» النسخة العربية، أي على الأرجح حذف ما لا يهم الإيرانيين أن يوصلوه إلى العرب. بمعنى آخر، إذا كانت الموسوعة الفارسية تركز، في جانب منها، على تاريخ إيران والتشيع فيها وفي العالم، وهي تقدم معارف بهذا الخصوص لمن يهمه من شيعة إيران، فإن التعريب أو الترجمة إلى الانكليزية من شأنها أن تقدم ما يهم الإيرانيين أن يصل إلى الآخر من الأديان والثقافات المختلفة.
لذلك لا يجد القارئ العربي ما هو نافر في المجموعة، ولا ما هو تحريضي، ولا ما يشير إلى أي عصبية قومية فارسية، إلا نادراً، إذ تقدم المواد بكثير من الموضوعية، إلى درجة أن الخصوصية الشيعية قليلة البروز في النسخة العربية، مع أن تقديم الداشنامة يقول: «من المعايير التي اعتمدت في انتخاب الكتب والشخصيات العلمية المذهب الشيعي والقومية الفارسية، اللذان يحظيان باهتمام وافر، كما هو متوقع، من هذه الموسوعة بالذات، لأن الموسوعات الأخرى تناولت بالتفصيل حياة كبار رجال العالم الإسلامي، وإن من يريد البحث عن قضايا إيران والتشيع قد يلجا إلى هذه الموسوعة». أليس من الطبيعي إذاً أن تحذف من الطبعة العربية أبواب كثيرة ومقاطع تركز على الخصوصية القومية الفارسية، وهي توجه إلى قومية أخرى، أو الخصوصية المذهبية وهي توجه إلى تنوع مذهبي عربي؟
مع ذلك، فإن ما يتعلق بالخصوصيتين سابقتي الذكر لا يساويان نسبة كبيرة من دائرة المعارف هذه، إذا علمنا أن موادها تتوزع على ثماني مجموعات: 1- الثقافة والحضارة، بما في ذلك التاريخ الاجتماعي والثقافي والفن والعمارة وعلم الآثار. 2- تاريخ إيران والدول الإسلامية. 3- علوم العصر الإسلامي والحضارة الإسلامية. 4- جغرافيا العالم الإسلامي. 5- تراجم الأدباء واللغويين المسلمين، إضافة إلى الآداب: العربي والفارسي والتركي بكل رموزه حتى لو كانت من غير المسلمين، فقد وردت في الداشنامه سيرة جبران خليل جبران مثلاً. 6- الرؤى السياسية والثقافية والاجتماعية الإسلامية. 7- علوم الكلام والفقه والفرق والمذاهب. 8- المعالم الفكرية والفلسفية والعرفانية في إيرن والعالم الإسلامي.
بما أن الموسوعة تتصدى لمواضيع وشخصيات تتهم الآخرين بتشويه المعارف حولها، كان لا بد من أن تبذل جهداً مختلفاً عما هو مبذول في الموسوعات الحديثة، التي تعتمد في غالبية معلوماتها على ترجمة موسوعات سابقة لها أو موسوعات عالمية. من هنا نرى أن مقالات هذه الموسوعة مقدمة في غالبيتها من علماء وباحثين إيرانيين، حتى أن إيرانيين يشرفون أيضاً على تعريبها، للحفاظ على مضمونها «الإيديولوجي»، إذا صح التعبير. لذا كان من الصعب «ترجمة» البحر الفارسي أو «الخليج الفارسي» بـ«الخليج العربي» في النسخة العربية «تسامحاً»، فقد ذكرت، في هذا الباب، كل المصادر التي تؤكد فارسية الخليج، ولم يُذكر إلا مصدر واحد يقول «بحيرة العرب»، في حين تؤكَّد في «الموسوعة العربية» مرجعيات كثيرة على عروبة هذا الخليج.
اعتدال
ومع ذلك، فالنسخة العربية التي بين أيدينا، في أجزائها الثلاثة، تتجه في مضمونها إلى الاعتدال، بعيداً عن أي مغالاة، إذ إن القيمين عليها يعرفون أنهم يخاطبون العالم العربي من موقع الصديق لا النقيض، وأنهم يخاطبون المسلمين تحت شعار الوحدة الإسلامية والجغرافيا الإسلامية، على أن يلعب الإيرانيون دوراً أساسياً فيها.
من يتابع مواد الموسوعة ينتبه إلى الفروق التي لا بد منها بين منهجية كاتب وآخر، ثم بين حيادية كاتب وآخر، وبين المستويات العلمية للمساهمين في كتابتها، والتوثيق الوافي للمعلومات. فالصحيح أن غالبية المواد مشغولة بجدية ومسؤولية عالية، لكن من دون أن تغيب بعض الثغرات التي لا بد منها في مثل هذا العمل الواسع. ففي مثل قريب منا، في مادة «برج البراجنة»، يقول كاتبها طلال علامة (لبناني): «لهذا البرج تاريخ قديم وبعيد في المقاومة، يصل إلى عهد الأمير فخر الدين، فعلى سبيل المثال، قتلت سلمى، إحدى بنات البرج، أحد عمال فخر الدين، لانتهاكه حرمة مقبرة المسلمين» (مج 3، ص 18). استخدام المثل هنا ضعيف والمقاومة محشورة في مكان غير مناسب، بهدف رفع سقف الكلام عن البلدة، ربما، من دون مسوغ، كأن المقاومة زينة توزع في المناسبات. إلى ذلك ففي مادة «مدينة بخارى» يرد أن عدد سكانها كان عام 1970 حوالى 11200 نسمة (مج 2. ص 330)، من دون أن يكلف كاتب المادة، خسرو الخسروي (إيراني)، نفسه في البحث عن عدد السكان الجديد، فأبقانا على معلومات تعود إلى 40 سنة خلت. في وقت بذل فيه جهداً كبيراً لتقديم معلومات موسعة، لكنه أنقص ما يسند الخابية.
الفروق لا بد منها، ففي حين تمر بعض الأبواب سريعاً، نجد من يكتب بإسهاب أكثر، كما في مادة «البريد»، وبأسلوب أكاديمي يبدأ بالأصل اللغوي، ثم ينتقل إلى التاريخي متنقلاً من عصر إلى آخر، وصولاً إلى تعريف القارئ على وضع البريد في عدد من الدول الإسلامية، على امتداد 11 صفحة. وإذا ما تحدثنا عن منهجية الموسوعة عموماً لا بد أن نلفت الأنظار إلى اعتمادها كالعديد من الموسوعات الترتيب الألفبائي، فالبحث فيها سهل لمن يحفظ ترتيب الأحرف. أما منهجية الباحثين أنفسهم فتوزعت بين منهج تاريخي أو وصفي، وآخر تحليلي أو عقلي، تبعاً لطبيعة المادة. ولا شك في أن العلمية كانت غالبة، لدى معظم الباحثين، في إنجاز البحوث والتدقيق في المواد، لذا تم استخدام الكثير من المراجع التي تتخفف من العصبية الشيعية، كما في استخدام أقوال أصحاب مذاهب أخرى، كإيراد آراء ابن حنبل مثلاً، أو ذُكرت تفاصيل قد لا تناسب المصلحة السياسية أو الأيديولوجية، ففي مادة «البعث» ينقل الكاتب رأي ميشال عفلق: «الإسلام في نظر عفلق ليس وحياً إلهياً، إنما كان جواباً عبقرياً، صدر عن العرب، وعلى أساس المبادئ العربية، ملبياً احتياجات الناس في ذلك العصر» (مج 3، ص 630).
في أي حال، نحن أمام عمل ضخم، مشغول بجدية عالية، وينطلق من مسؤولية حضارية، بل من رغبة قوية في توكيد الذات الحضارية للشعب الإيراني، وإنّ تعريب هذا العمل لا شك في أنه يأتي في إطار جسور الحوار الثقافي، التي يمدها النظام الإيراني بينه وبين الشعوب العربية والإسلامية.
السفير