صفحات الحوار

محمد رياض الشقفة المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية: معارضتنا سلمية ونحن أصحاب الحق

null
السلام عليكم وأهلاً بكم في فقرة ضيف المنتصف.. ضيفنا اليوم في الأستوديو هو محمد رياض الشقفة المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية.
عبد القادر: أستاذ محمد مرحباً بكم.
الشقفة: حياك الله.
عبد القادر: أستاذ محمد باعتبار أنكم قيادة جديدة على رأس جماعة الإخوان المسلمين في سورية، هل ستسير القيادة الجديدة على نفس نهج القيادة القديمة، أم لها تصورات أخرى خاصة في القضايا المفصلية وتحديداً العلاقة مع النظام في سورية؟
الشقفة: نحن بشكل طبيعي في كل فترة نقيم سياستنا، والآن يوجد قيادة جديدة تقيم الماضي، فممكن إجراء تعديلات، وممكن أن يصير استمرار في نفس السياسة السابقة.
بالنسبة للنظام السوري خاصة لهذا السؤال، في الماضي في القيادة السابقة صار تعليق أنشطة على أمل أن تحل المشكلة بيننا وبين النظام، ودخل وسطاء كثيرون، كلهم وصلوا لطريق مسدود.
عبد القادر: سنخوض في موضوع الوساطة ولكن هذا السؤال استلزم تطور في القيادة الجديدة، الملاحظ أن القيادة الجديدة كانت كلها قيادات عسكرية فيما سبق، هذا الطابع هل سينعكس بشكل أو بآخر على نهج الجماعة؟ أم سيبقى النهج على حاله كما ذكرت قبل قليل؟
الشقفة: لا علاقة للماضي العسكري بالقيادة الجديدة، تلك مرحلة كانت الجماعة كلها هي قد اتخذت القرار في الدفاع عن النفس، الآن هذا انتهى، وصار جزءاً من الماضي، القيادة الجديدة تمشي على نفس خطوات القيادة السابقة، لكن التقييم الذي يجري كل فترة، ممكن أن يعدّل في السياسة.
عبد القادر: إلى أي مدى؟ ما المقصود في التعديل؟
الشقفة: التعديل في المواجهة، يعني ممكن أن نرفع سوية تصعيد المواجهة، المواجهة السلمية، نحن معارضتنا الآن سلمية. العسكرية انتهت في حينها نحن معارضة سلمية قد نصعّد ونحن أصحاب حق، وتوقّعت علينا ظلامات، هذه الظلامات وهذا الحق سنعرضه على كل الناس، على الدول وعلى منظمات حقوق الإنسان حتى يعيد النظام الحرية للشعب السوري.
عبد القادر: طبعاً هذا غير ما تراه السلطات في سورية، تراكم مجموعة مارقة، وخارجة على القانون. تكلمت قبل قليل عن وساطات وأنها كلها وصلت إلى طريق مسدود حتى الآن، ما نوع هذه الوساطات؟ وما حجمها؟
الشقفة: في وساطات حكومية، وفي وساطات أحزاب إسلامية، وفي شخصيات عامة.
عبد القادر: هل لك أن تسمي؟
الشقفة: يعني هم الذين يدخلون في وساطات لا يريدون ذكر تفاصيل عنهم.
عبدالقادر: البارحة كان الرئيس السوري موجود في قطر، واليوم أنتم في قطر هل للأمر علاقة؟
الشقفة: لا ليس له أي علاقة، نحن جئنا من عدة أيام وقدوم الرئيس السوري كان مفاجئاً لا يوجد أي علاقة بين الموضوعين.
عبد القادر: طيب، قلتم إن الأمور وصلت إلى باب مسدود، وأن البدائل دائماً مطروحة في إطار كما سميته قبل قليل ب(النضال السلمي) دائماً في التعامل مع النظام. ولكن إذا مشت الأمور ولم تقدّم أي جديد، ما الحل عندكم؟
الشقفة: نحن لا نيأس، وإنما نطلب من الشعب السوري أن يضحي في سبيل حقوقه، يعني ممكن أقصى شيء إذا استطعنا أن ننصح الشعب السوري أن يصل إلى عصيان مدني، لأنه واقع تحت الضغط والإكراه. أمّا أكثر من هكذا غير الموضوع السلمي ليس وارداً.
عبدالقادر: تقولون عصيان مدني، ولكن ما حجم الجماعة؟ البعض يتكلم أنه بعد كل هذه السنوات من الغربة لم يعد في الداخل السوري أي تمثيل للجماعة، ولا أي قوة ولا أي مقدرة على تحريك أي شيء في الداخل السوري؟
الشقفة: لكن الشعب السوري كله مضطهد، وكله مستاء من الوضع، خاصة في المرحلة الأخيرة، أصبح في تضييق على المتدينين عامة، كان سابقاً النظام يتذرع أنه هؤلاء الإخوان فعلوا وتركوا ولسنا ضد الدين. أما ما يجري أخيراً.. آخر المستجدات على الساحة السورية أن النظام بدأ يضيّق على جميع المتدينين، على المدارس الشرعية، على جمعيات التبليغ والدعوة، على على ..، فالشعب السوري الآن كله مستاء ومتأذي من وضع النظام.
عبدالقادر: طيب في هذه الحالة نريد أن نفهم أكثر طبيعة المبادرة التي تقدّمونها للنظام في سورية، وما طبيعة الرد؟ هل فقط تجاهل هذه المطالب؟ يعني ماذا ردً على الوسطاء حتى الآن؟
الشقفة: الرد هو المماطلة والتسويف.
عبدالقادر: بمعنى…
الشقفة: بمعنى يأتي الوسيط ويتكلم مع الرئيس بالموضوع أن من مصلحة الوطن ومن مصلحة الأمة أن تحل المشكلة مع الإخوان المسلمين، لأنه أظن كل المعارضات في العالم في ليبيا وفي غيرها تصالحت مع الحكومات إلا في سورية، يقول الآن مشغولين، الملف على الرف بس يأتي دوره سننزله، لكن النتيجة واحدة.
عبدالقادر: أنتم ما هي مطالبكم في هذه الفترة؟
الشقفة: مطالبنا نحن هي مطالب إنسانية فقط، إلغاء القانون (49)، السماح بعودة المهجّرين ليس عبر البوابة الأمنية، لأن الذي ينزل الآن إلى الأمن يذهب ويحاكم ويوضع في السجن.
عبدالقادر: العودة كمواطنين سوريين وليس بصفة حزبية؟
الشقفة: ليس بصفة حزبية، نطالب بالعودة إلى الوطن الآن، الإعلان عن مصير المفقودين، عندنا عشرات الآلاف من المفقودين دخلوا السجون ولم يخرجوا، هذه قضية إنسانية أهلهم ينتظرون جواباً في زوجات في أولاد في أبناء، في عمليات توريث ووراثة وأملاك كلها..، دخلوا السجون ولم يخرجوا، يعني قناعتنا أنهم صفوا داخل السجون،”أبلغوا أهاليهم”، يعني هذه مطالبنا إلغاء القانون(49)، السماح بعودة المهجرين، الإعلان عن مصير المفقودين.
عبدالقادر: النظام السوري لم يخضع لمطالبكم حتى عندما كان يرزح في سنوات مضت وبعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري كان يرزح تحت ضغوط دولية قوية وشديدة، لم يخضع لمطالبكم، الآن وبعد ما أزاح الكثير من هذه الأعباء على كاهله، ما الذي يدفعه إلى القبول بمطالبكم؟
الشقفة: نحن حقيقة لا نتوقع أن يلبي النظام لنا مطالبنا لكننا لن نيأس. سنناضل حتى نحصّل حقوق الشعب السوري. الشعب السوري كله مضطهد. الآن بدأ الاضطهاد في الشعب السوري كله. التضييق حتى على علماء المسلمين في سورية آخر شيء سمعتم الشيخ البوطي الذي كان يعمل في الدعوة جاهر في مطالبته برفع الحيف عن الشعب السوري. يوجد الآن ردة فعل قوية ضمن الشعب السوري. ونحن عمادنا هو الشعب وليس جهات أخرى.
عبدالقادر: أنتم عاصرتم ربما جيلين في النظام، جيل الرئيس السابق حافظ الأسد، والآن جيل الرئيس الحالي بشار الأسد، هل تغير شيئ حتى تطالبوا بالعودة؟ أو مالذي يمكن أن تعملوه أو تفعلوه إذا سمح لكم بالعودة؟
الشقفة: هو حقيقة لم يتغير شيئ، نحن إذا سمح لنا بالعودة نشتغل بالدعوة، نحن أبناء دعوة، أنا قلت أمام بعض وسائل الإعلام ليس بالضرورة أن نحتفظ حتى باسم جماعة الإخوان المسلمين، لو صار حرية في سورية، وقانون أحزاب يمكن أن نعمل مع الناس، نعمل حتى لوسمح لنا العمل في مجال الدعوة كافي، حتى يصير تغيير حقيقي في سورية.
عبدالقادر: أثناء حرب غزة والموقف السوري الذي كان آنذاك مما كان يجري في غزة، جعلكم تخروجون من جبهة المعارضة التي كانت موجودة وكان يقودها عبد الحليم خدام أو كان جزءاً منها في ذلك الوقت معنى ذلك بأنكم قد تتقاطعون مع هذا النظام في بعض المواقف?
الشقفة: نعم ممكن توقفنا علقنا الأنشطة في أثناء غزة ليس من المروءة أننا نحن نصعّد المعارضة مع النظام، وفي العدوان على غزة نحن ندعم غزة، وهم يدعمون الإخوان في غزة.
أيضاً في تقاطعات وفي بعض الإيجابيات، لكن السلبيات أكثر.
عبدالقادر: نعود إلى داخل الحركة أو إلى داخل الجماعة جماعة الإخوان المسلمين في سورية، البعض علّق على الانتخابات الأخيرة بأنها مضت بشكل سلس وسلمي ربّما بعكس بعض التجارب الأخرى، كما جرى في الأردن أو في مصر أو ما يحدث في جماعة الإخوان المسلمين في الجزائر، إلى ما يعود ذلك؟
الشقفة: يعود أننا نحن خلال الفترات الطويلة مارسنا قضية الديمقراطية داخل تنظيمنا بشكل فعلي، خلص قرار الأكثرية ملزم، نحن أقسمنا على الالتزام بنظامنا، ونظامنا يقول بقرار الأكثرية ومافي عندنا أي مشكلة.
عبدالقادر: ولكن حتى داخل الجماعة  كان هناك حديث عن وثيقة يتم تداولها بين أعضاء الجماعة بوجود انشقاقات واختلافات، وكان قد نفاها السيد البيانوني قبل مدة، ألا يوجد انشقاق؟
الشقفة: وأنا أنفيها، مافي انشقاق أبداً، في خلاف وجهات نظر طبعاً طبيعي هذا، خلاف وجهات نظر يحسمه قرار الأكثرية.
عبدالقادر: ولكن كلهم يقولون نفس التجربة في مصر أو في الأردن أو في الجزائر كانوا يقولون بأنها مجرد اختلافات في وجهات النظر إلى أن طفح الكيل، وتبين أنه ليس اختلاف في وجهات النظر، وإنما خلافات حقيقية، أدت إلى وجود تصدّع داخل الجماعة?
الشقفة: نحن عندنا الحمد لله لا يوجد تصدّع، وأصحاب الرأي المخالف إلتزموا بقرار الجماعة.
عبدالقادر: ماعلاقتكم بالولايات المتحدة الأمريكية؟
الشقفة: ليس لنا أي علاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية.
عبدالقادر: أي علاقة؟!
الشقفة: أي علاقة.
عبدالقادر: حتى في مجال ما، مثلاً لست أدري بالضغط على النظام السوري مثلاً، من أجل عودتكم؟
الشقفة: ما جرى لا علاقة ولا أي حوار مع الولايات المتحدة، حسب علمي بين تنظيمنا والولايات المتحدة الأمريكية لم يجري حتى أي حوار.
عبدالقادر: يوجه الكثير من النقد لسورية عن علاقتها بإيران، هل لكم وجهة نظر فيما يتعلق بهذه العلاقة بين دمشق وطهران؟
الشقفة: نعم سورية في الفترة الماضية أفسدت علاقتها مع كل الدول العربية، وحافظت على علاقة مع إيران، نحن لسنا ضد العلاقات الطيبة مع إيران، ولكن ضد أن تتغول إيران في داخل سورية، نشر المذهب، والسيطرة، حتى إنها دخلت في مفاصل الاقتصاد والمجتمع وكذا. هذا التغول الإيراني على الداخل السوري هذا الذي نرفضه، أما نحن نتمنى أن تكون العلاقات حسنة بين كل الدول الإسلامية.
عبدالقادر: طيب سؤال آخير ربما، هل تتوقعون أن يغير النظام من موقفه تجاه جماعة الإخوان المسلمين؟ أم أن المسألة بالنسبة لكم غامضة، وغير واضحة، وربما لن يتم التغيير في ظل وجود النظام الحالي؟
الشقفة: يعني نحن قناعتنا الحقيقية التي داخلنا نظن في ظل النظام الحالي مافي أمل في أن يغير سياسته إلاّ إذا زادت عليه الضغوط وخاصة الضغوط الدّاخلية ضغوط الشعب، إذا الشعب تجاوب وطالب بالحريات ليست هي قضية إخوان مسلمين هو يسميها قضية الإخوان المسلمين، هي قضية الشعب كله.
في الثمانينات عندما بدأت الأحداث كل الشعب وقف ضد الحكومة وصار القمع، استخدموا أسلوب القمع في قمع الشعب كله، كل الشعب نقابات وغيرها.
عبدالقادر: ولكن مادام النظام بهذه المواصفات سيد محمد ألا تخشون أنه بالسماح لكم إن تم ذلك بالعودة إنما هو تجميل لهذه الصورة حسب ما وصفتها؟
الشقفة: نحن إذا سمح لنا كما قلت حتى في مجال الدعوة في داخل سورية، فليجمّل صورته.
عبد القادر: فليجمّل؟!
الشفقة: فليجمّل ماعندنا مشكلة، لكن أن يكون فعلاً أن نأخذ حريتنا في الدعوة داخل سورية.
عبد القادر: أشكرك سيد محمد رياض الشقفة المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية.
كنت ضيفنا في فترة ضيف المنتصف لهذا اليوم، شكراً جزيلاً لك.
الشقفة: ممنونين تحياتنا لكم.

الجزيرة

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الذي لا تعرفونه ان من يحكم سوريا الان احسن من حكمكم بملايين المرات لانكم عرفتون الدين وفصلتموه على مقاس جماعتكم والباقي للجحيم في نظركم فعاقبكم الله بالتيه كما عاقب بني اسرائيل من قبل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى