الأمازيغية والكردية صنوان
جورج كتن
خاص – صفحات سورية –
2006 / 5 / 18
تعتقد أنظمة وقوى سياسية عربية أن طرح مشكلة الأقليات في المنطقة العربية شرقها وغربها، “مؤامرة إمبريالية” لشرذمة الأمة الواحدة، وفي المتخيل دائماً اتفاقية سايكس- بيكو أوائل القرن العشرين وإنشاء دولة إسرائيل في منتصفه. “لماذا الآن؟” كما يسارعون للقول، ولربط أية مطالب للأقليات بأوهام التفتيت.
إن هجر التهويل السياسي يمكن من ملاحظة الوقائع والحقائق العالمية، ففي ظل انتشار الأفكار الديمقراطية وحقوق الإنسان وحق تقرير المصير للجماعات في النصف الثاني من القرن العشرين، بدأت الأقليات تطالب بالاعتراف بهويتها وتميزها مستفيدة من الأنسنة المتزايدة للعلاقات البشرية، إذ تنتسب للأمم المتحدة حالياً حوالي مائتي دولة، بينما الاتنيات القومية والدينية في العالم تقارب السبعة آلاف. هذا لا يعني أن العالم سائر نحو التفتت، فهناك اتجاهان عالميان متعاكسان: الأول يسير نحو تأمين حقوق الأقليات على أساس الهوية المختلفة وحقوق الجماعات، والثاني يسير نحو المزيد من توحيد العالم، ليس بناء على الانتماءات القومية أو الدينية، ولكن على أساس المصالح الاقتصادية والأمنية والبيئية المشتركة.
مطالبة الأقليات بحقوقها ظاهرة عالمية الطابع وغير مختصة بالعرب، ففي بريطانيا نال الاسكتلنديون والويلزيون بعد كفاح طويل حكماً ذاتياً وبرلمانات خاصة، كذلك الكتالونيين في أسبانيا، وفي فرنسا أقر للكورسيكيين بهوية خاصة وللبريتانيين بحقوق ثقافية، وفي كندا تمتع الكويبيكيون بالحكم الذاتي وناضلوا من أجل الانفصال الذي لم تقبل به الأغلبية في استفتاء عام. ولا أحد يجهل كيف سعت معظم القوميات في الاتحاد السوفييتي السابق والاتحاد اليوغوسلافي وتشيكوسلوفاكيا للحصول على استقلالها، وبعضها مستمر في المحاولة مثل الشيشان…ولا يمكن نسيان الصراع الذي أدى لانفصال بنغلادش عن باكستان وتيمور الشرقية عن اندونيسيا، ونشاطات حركات الأقليات القومية والإسلامية للحصول على حقوقها في الهند والصين وإيران وأفغانستان وباكستان وتركيا ….
هل يقتنع حراس القومية العربية والأصولية الإسلامية بأنهم ليسوا مستهدفين “بالمؤامرة العالمية التقسيمية”، ويلتفتوا لوضع الحلول الواقعية والعقلانية لمشكلات أقلياتهم؟ فالمشكلات رغم الاختلافات تتشابه في الكثير من جوانبها، فالأمازيغية في المغرب كما الكردية في المشرق تتمحور حول لغة خاصة جرى الحفاظ عليها في التراث الشفهي ثم دونت حديثاً بأحرف لاتينية وأحرف عربية، وتتميز بلهجات متباينة، وللأمازيغ مثل الكرد تاريخ وعادات وحضارة قبل الفتح العربي، وقد جرى التنكر للأمازيغية والكردية حيث أرجع البعض الامازيغ لقبائل عربية قدمت من الجزيرة العربية قبل الإسلام، واعتبر الكرد أتراك الجبل. كما يتناثر الأمازيغ، مثل الكرد، في أكثر من دولة، في ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا والنيجر ومالي..
الامازيغ كانوا من رواد التحرر من الاستعمار الفرنسي ومن مؤسسي جبهة التحرير الجزائرية ومنهم ديدوش مراد وكريم بلقاسم وحسين آيت أحمد.. وفي الجانب الكردي يوسف العظمة وإبراهيم هنانو…وتعرض الطرفان لقمع الحكومات المتعاقبة بعد الاستقلال، فصعدوا احتجاجاتهم ضد سياسات الأنظمة التي سعت لطمس التمايز الامازيغي والكردي، ففي الجزائر اندلعت الحركات الاحتجاجية المطلبية في مناسبات عديدة أهمها في نيسان 1980 بسبب منع السلطة لمحاضرة عن الشعر القديم الامازيغي، قمعت الحركة وسميت بالربيع الأمازيغي ويجري إحياء ذكراها كل عام، ثم الاحتجاجات الكبرى في العام 1998 إثر اغتيال المغني معطوب الوناس المتحمس للغة والثقافة الأمازيغية.
أكبر الاحتجاجات اندلعت في نيسان 2001 إثر مقتل شاب أمازيغي بالتعذيب في مخفر للشرطة، مما أدى لانتفاضة عمت كل مناطق الجزائر أدت لمقتل ما يزيد عن مائة وجرح الآلاف رغم أنها لم تتجاوز مطالب الإقرار حق المغايرة الثقافية والاعتراف بالهوية الأمازيغية واللغة كلغة رسمية إلى جانب العربية، ومحاكمة المسؤولين عن إطلاق الرصاص على المتظاهرين. ويمكن للمتابع للاحتجاجات الكردية ملاحظة أوجه التشابه، وخاصة حركة الاحتجاج والمطالبة الكردية في ربيع القامشلي الماضي التي بدأت بعد تحرش في مباراة كرة قدم.
الحركة الأمازيغية المغربية أقل صخباً لتوفر هامش أكبر من الحريات، حيث اتخذت طابع المطالبة بتغييرات في الدستور للاعتراف باللغة الأمازيغية كلغة رسمية مساوية للعربية والالتزام بتطويرها، وهي من المطالب التي عمل للحصول عليها الكرد في العراق، إذ اعترف الدستور بهويتهم ولغتهم المتميزة، باعتبار الدستور مجال للاعتراف الثابت بالتعدد اللغوي والثقافي، فدستور جنوب أفريقيا مثلاً يعترف بإحدى عشر لغة رسمية ويطالب بتطويرها ورغم ذلك لم تتفتت الدولة!
تداخلت مع الحركة من أجل ثقافة متميزة مطالب تنموية لتحسين الظروف المعيشية ومكافحة البطالة، فقد التقى الغبن الثقافي بالغبن الاجتماعي، فمناطق الامازيغ، والكرد أيضاً، شهدت تنمية أقل من مناطق أخرى. كما امتزجت المطالب الثقافية والاجتماعية بمناهضة أنظمة استبدادية وفاسدة دون الخروج عن التمسك بوحدة البلاد، فالحركة الأمازيغية في المغرب كما الكردية في المشرق جزء من الحركة الديمقراطية الشاملة في بلادها.
تتشابه الأمازيغية مع الكردية أو قد تختلف أحيانا حسب القوى السياسية المكونة لها، في كون المشروع الديمقراطي الأمازيغي هو علماني أيضاً، حتى أن البعض يتهم الأمازيغ بأن إسلامهم سطحي، بالاعتماد على أن أعرافهم التي يطالبون بتطبيقها مخالفة لأحكام الشريعة وذات أصول وثنية، فقد اتهم زعيم جماعة العدل والإحسان الأصولية المغربية الأمزغة بأنها “نزعة شيطانية وكفر باللسان العربي وبالتالي كفر بالله”، ولا يختلف ذلك عما يدور في أذهان بعض المتشددين العرب من أن الكرد لم يتخلصوا تماماً من الديانة الزارادشتية.
اضطرت الأنظمة المغربية بعد عملية طمس وتهميش فاشلة للاعتراف ببعض الحقوق الأمازيغية ففي الجزائر أقرت اللغة الأمازيغية في الدستور كلغة وطنية، وهناك نشرات أخبار ومطبوعات بالأمازيغية. وفي المغرب أنشأ الملك معهداً للثقافة الأمازيغية واعترف بها كجزء من الهوية المغربية وسمح بتدريس اللغة في المرحلة الابتدائية. إلا أن الحركة الأمازيغية اعتبرت الإعلان الملكي غير كاف إذا لم يثبت في الدستور، وطالبت بد سترة العلمانية واعتبار الأعراف الأمازيغية مصدراً من مصادر التشريع، ودسترة اللامركزية الإدارية والمساواة بين لغتين رسميتين. وهذا يذكر بحصول الكرد في العراق على الاعتراف الدستوري بالقومية الكردية واللغة الكردية كلغة رسمية وبالحكم الذاتي لمناطقهم، بينما في سوريا اقتصر الاعتراف الأخير بتميز القومية الكردية، على حديث صحفي رئاسي غير مضمن في الدستور.
تقلق الأنظمة عادة على سلطاتها من الإصلاحات الديمقراطية والاعتراف بمطالب الأقليات الراهنة خشية الاضطرار للموافقة على المزيد في المستقبل، بينما ثبت في المغرب كما في المشرق أن التجاهل والتردد سيزيد الاحتقان ويؤدي لكوارث، وربما لانتشار أوسع لقوى سياسية تدعو للانفصال، ” فالحركة من أجل الاستقلال الذاتي” في منطقة القبائل برئاسة “فرحات بهني” المحدودة التأثير حالياً تطالب بحكومة خاصة وبرلمان محلي وقوانين وقوات أمن خاصة وتطالب باستفتاء حول الاستقلال الذاتي، كما أن حركة الاستفتاء في كردستان العراق، التي تدعو لاستفتاء حول إقامة دولة كردية مستقلة، تتوسع كلما تزايد التنكر لحقوق الكرد الذين رضوا بأغلبيتهم بالفيدرالية الاختيارية.
لا يفيد البحث في التاريخ عن جذور تثبت مزاعم كل طرف، المهم أن الأقليات في المغرب والمشرق ترى أنها مختلفة ومتميزة، لذلك فالحل الإنساني والديمقراطي هو الإقرار بأن الاختلاف ليس عيباً والمختلف ليس عدواً، وبأن تحقيق مطالبه، الطريق الأسهل والأقل كلفة للحفاظ على وحدة البلاد برضاء الأطراف المختلفة وبتوافقات مشتر
الشكر والتقدير للاخوان الكوردلان نضالاتنا واحدة
لكن اريد التذكير في اشكالية الاقلية والاغلبية ان الامازيغ صحيح اقلية لغوية ولكنهم اقلية كبير تعد بالملايين
اما من حيث العرق فهم الاغلبية الساحقة ولكن ما نجحت فيه القومجية الاعرابية هو اتخاذ المستعربين اداة لفرض الهيمنة الاعرابية على البلاد واستعمال الدين دائما لفرض طروحات القومجيين
الكل امازيغي وانظروا لحال الجزائر التي جلبت خمسين الف معلم من الشرق الاوسط لتعريب ابنائها الامازيغ وكانت النتيجة فشل ذريع واصبح خريج الجامعة الجحزائرية لا يتحكم لا في العربية وفي اي لغة
هي كارثة من صنع فئة من الانتهازيين وفي الاخير ختموها باشعال الحرب الاهلية رافعين شعار فتوحات جديدة
حيث سالت الدماء انهارا
تحياتي للكور الصناديد