مقابلة مع كنان العظمة
التقيت بعازف الكلارنيت السوري كنان العظمة لأول مرة في عمّان عام 2003، أثناء كونسيرت للفنان اللبناني مارسيل خليفة وجوقة الميادين. التقيت به صدفةً، لم أعرف من هو كنان العظمة آنذاك، ولكن بلا شك بقي اسمه عالقًا في ذاكرتي.
وقبل سنتين أو أقل، تعرفت إليه عن طريق مواقع الانترنيت وعرفت أنه عازف الكلارنيت في فرقة كلنا سوا السورية، وأن لديه الآن فرقة موسيقية باسم حوار الموسيقية والتي تأسست عام 2003.
وبعد بحث مضن في مواقع الانترنت المختلفة عثرت علي اسطوانة حوار ؛ دمج ما بين الآلات الموسيقية المختلفة وبين صوت نسائي يخلق حوارًا مميزًا مع الالات الأخري.
وُلد عازف الكلارنيت السوري، كنان العظمة في دمشق لعائلة تعشق الموسيقي. درس في المعهد العالي للموسيقي في دمشق، جاب العالم كعازف كلارنيت منفرد وشارك أيضًا ضمن جوقة سورية الوطنية .
لا شك أن هنالك حوارات مع فنانين لها المقدرة بأن تأخذك إلي الأمكنة التي أتوا منها، وحواري مع كنان العظمة أخذني إلي دمشق لأعيش فيها دقائق معدودة، وأعود إلي مكاني كي أنهي الحوار، علّ القراء يذهبون معي إلي هناك أيضًا، مجازًا.
هل ولد كنان العظمة لعائلة فنية؟
لم أولد لعائلة فنية (بمعني الاحتراف الفني)، ولكني ولدت لعائلة تُقدّر الفن وتمارسه في حياتها اليومية. لقد تعلم ومارس والديّ الموسيقي في فترة معينة من حياتهما، وأختي هي عازفة فلوت وغيتار محترفة بالإضافة إلي كونها مهندسة معمارية.
متي بدأت علاقتك بالموسيقي؟
بدأت علاقتي بالموسيقي في فترة مبكرة من حياتي، لا أذكر تحديدًا في أي جيل، كنت أستمع إلي مقطوعات كلاسيكية رائعة حين كنت صغير السن، واعتاد أبي أن يتظاهر بأنه مايسترو لمُكبر الصوت. وحين كنت في سن ست سنوات بدأت بتلقي دروسًا في الكمان وفيما بعد في الكلارنيت.
ماذا تعني لك الموسيقي؟
من الصعب عليّ في هذه المرحلة أن أتحدث عما تعني لي الموسيقي؛ ففي هذه المرحلة أصبحت بها الموسيقي طريقتي الوحيدة للتواصل. أجد أن العزف والتلحين أصبحا أسهل من أن أجيب علي أسئلة صحافية مثل هذه. لذلك، فسأجيب علي سؤالك بطريقة عملية: لا أستطع أن أعيش اليوم بلا موسيقي (العزف، التأليف والاستماع )
بأي مفهوم تقوم تقسيمة شرق/غرب في مجال الموسيقي؟
لا أعتقد أن هنالك اختلافًا بين الموسيقي الشرقية والغربية، ولا اهتم لمثل هذه المصطلحات، لأنه حين ينادونا بـ بالشرق .. نحن شرق ماذا؟ إذا كنا الشرق ، اذن ماذا نسمي موسيقي الصين والهند؟ أعتقد أن الحواجز والحدود في الموسيقي ذهبت إلي الأبد، والتسميات (شرق-غرب) تخدم فقط عنونة الأسطوانات في أماكن بيع الاسطوانات الموسيقية.
ولكن ليس هنالك أي فرق موسيقي بالنسبة لي. لأن تسمية الأشياء، في نهاية الأمر، تعود إلي المستمع نفسه (في حال أراد تسمية الأشياء) .
كيف قرر كنان العظمة أن يختص بآلة الكلارنيت؟
بدأت بتعلم العزف علي الكمنجا حين كنت في السادسة من عمري، ولكن كانت المهمة صعبة جدًا لأني استخدم يدي اليسري. بالمقابل، فقد قام أبي ببعض التحقيقات بخصوص إمكانياتي في العزف كوني عازف جيد في يدي اليسري، واتضح أني بحاجة إلي معلم كمنجا يُعلم بواسطة يده اليسري أيضًا، وبهذا سوف أحتاج لتبديل الأوتار (وهذا يعني بأني لن استطع أن أعزف مع اوركسترا لأن قوس الكامنجا التي أعزف عليها سوف يدخل في عيون جاري). لهذا، وفي السابعة من عمري، قبلت النصيحة بأن أنتقل إلي آلة موسيقية متوازنة اليدين، فاخترت الكلارنيت.
حدثنا عن آلة الكلارنيت، ما هي؟ وما الذي يجعلها متميزة لديك؟
أصبحت آلة الكلارنيت استمرارية طبيعية لجسدي في شكل من الأشكال، وكما ذكرت مسبقًا؛ أستطيع أن أعبر عن نفسي بصورة أفضل عن طريق العزف. وما يميز آلة الكلارنيت بأنها تملك صوتًا صافيًا شبيه جدًا بصوت الإنسان، وأنا أحب هذا الصوت كثيرًا. ومن ناحية أخري، الكلارنيت هي آلة مرنة، وهذا يعني أنها تستطيع المناورة بين أنواع الموسيقي المختلفة (فولكلور، كلاسيكيات، عربية، جاز وغيرها ….).
عرفناك من خلال مجموعة كلنا سوا . لماذا لم يستمر كنان العظمة مع المجموعة؟
لقد توقفت عن العزف مع الفرقة السورية كلنا سوا لأسباب لوجستية، جميع أعضاء الفرقة هم أصدقاء قريبون جدًا، وأحترم عملهم كثيرًا، ولكن كوني أتنقل ما بين نيويورك ودمشق يجعل اشتراكي في الفرقة صعبًا جدًا.
قمت بتأسيس فرقة حوار عام 2003. حدثنا عن حوار.. وماذا يميزها؟
قمت بتأسيس فرقة حوار في شهر أيلول/ سبتمبر 2003 . فكرة حوار كانت بمثابة هاجس بالنسبة لي لوقت طويل. ومبدأ الفرقة هو بسيط جدًا؛ هي عبارة عن منتدي مفتوح للموسيقيين من أجل الالتقاء والتعاون مستعملين آلاتهم بمثابة المعني الوحيد للتواصل فيما بينهم. الطلب الوحيد من الموسيقيين هو السيطرة علي آلاتهم الموسيقية واحترافها.
تأسست حوار من أشخاص لديهم القابلية للعمل علي كافة لغات الموسيقي وأنواعها، ونحن علي استعداد دائم للتعاون مع موسيقيين جدد، وأنا بدوري أتمني أن يأتي اليوم لنتعاون مع موسيقيين من فلسطين.
أجمل شيء في حوار ، هو حقيقة أن الفرقة تتمحور حول مفهوم الإصغاء ، وأن هنالك مساحة صغيرة جدًا لفكرة عرض الموسيقي، كل الفرقة مبنية علي أساس الاهتمام إلي التفاصيل والإصغاء بصورة قريبة جدًا للآخر.
قلت في إحدي المقابلات الصحافية إن جميع أعضاء فرقة حوار متساوون، وأنه ليس هنالك شعور بأن المغنية لها حضور أكثر من سائر عازفي وأعضاء الفرقة. هل ينطلق هذا من رؤية نقدية للفرق الموسيقية المختلفة؟
حين أقول إن جميع أعضاء فرقة حوار متساوون ، يعتمد قولي علي حقيقة أنه حين ترغب بأن تجري حوارًا موسيقيًا مثمرًا بينك وبين آخرين، علي المحاورين أن ينطلقوا من نفس الدرجة الفكرية، وهذا يعني أن يكون لكل شخص القدرة علي المناورة بسهولة بين العزف والاستماع.
فمثلاً، في جميع أغاني العالم، السيطرة في الأغنية هي دائمًا للسوبر ستار (المغني الرئيسي في أغلب الأحيان)، فهو يقف في الوسط وبالكاد ينظر إلي الخلف كي يري العازفين. بالمقابل في حوار ، لدينا مغنية رائعة وهي المغنية السورية ديما أورشو، ولكنها بمثابة عضو آخر في الفرقة، وهي تستعمل صوتها كأي آلة إضافية في الفرقة (لا يوجد كلمات لموسيقي فرقة حوار).
وهذا يجعلني سعيدًا جدًا أن أفكر بأننا في حوار نحاول خلق أسلوب من دمج آلات موسيقية في حين وجود مغنية في الفرقة أيضًا.
هل يختلف جمهور كلنا سوا عن جمهور حوار ؟ ولماذا؟
حقيقة” لا أعرف، أحيانًا أجد العديد من الوجوه المألوفة في عروض حوار الموسيقية، وأحيانًا في عروضي الكلاسيكية الأخري أو العروض الموسيقية الألكترونية. أنا أؤمن أن الجمهور هو الجمهور، والجمهور سوف يُقدّر أي عمل فني كان حين يُعرض العمل بصورة صادقة وبالأسس العالية. بالمقابل، عروض فرقة حوار هي عروض حول الإصغاء (كونسيرت للعزف). بالمقابل، فرقة كلنا سوا هي فرقة بوب والتي تعرض عرضًا موسيقيًا. الكثير من الناس يقولون أن عروض العزف مخصصة لجمهور قديم وأكثر مُركب، وعروض البوب تجذب الجمهور الشبابي فقط. في سورية لدينا جمهور مركب جدًا، ومن الصعب جدًا تفرقة الجمهور إلي مجموعات.
ما هي المخاوف التي واجهتك قبل تأسيس فرقة حوار ؟
حين أسست فرقة حوار مع صديقي العزيز وعازف العود الرائع، عصام رافع، لم يكن لدي في الحقيقة أية مخاوف. بالنسبة لي كان تأسيس المجموعة بمثابة تطور طبيعي لمهنتي وتعبير شخصي. إذا كانت لديك فكرة، وتؤمنين بها فمم ستخافين، طالما وضعت كافة قدراتك وصدقك في عملك الفني، عندها لا شيء تخافين منه أو تخسرينه.
هل هناك إيحاء ما لكنان العظمة يجعله يقوم بتأليف معزوفة ما؟ وما هو؟
يأتي الإيحاء إليّ من أشياء عديدة، بإمكانه أن يأتي من أبسط الأمور إلي أكثرها تعقيدًا، ولكن المعزوفة ذاتها هي الحل، هي الحل لبعض الأفكار التي في رأسك، وأنت لن تشعرين بالراحة قبل أن تضعي كل شيء علي ورقة وفيما بعد تحولينها إلي أصوات. أنا أعكس ما يحدث في العالم الخارجي بشكل عام وبعالمي الخاص بنفس القيمة. وأحيانًا يأتي هذا الإيحاء في أسوأ الحالات (في منتصف الليل مثلاً!)، فعندها أكون مضطرًا لأن أستيقظ وأكتب قبل أن تختفي الأشياء.
عزفت أيضًا ضمن فرقة الفنان اللبناني مارسيل خليفة، حدثنا عن العمل المشترك معه.
عزفت بدور ضيف مع الرائع مارسيل خليفة عدة مرات، في عمان، وبيروت ومرة في أمريكا. إنه اكتفاء تام بأن أكون علي ذات المنصة مع فنان مع هذه المقدرة العالية، وهذا أيضًا مشجع جدًا أن أتعاون مع شخص مؤسس مثل مارسيل خليفة والذي يملك روحًا شبابية. يبقي مارسيل أحد أكبر الرموز في الموسيقي العربية.
عملت أيضًا مع الفنان اللبناني، عازف البيانو، رامي خليفة. وفي مقابلة معك لصحيفة القدس العربي ، تحدثت عن وحدة الهمّ بينك وبين رامي خليفة. عن أي همّ تحدثت؟
حين قلت بأني أنا ورامي لنا هم مشترك، قصدت أهدافنا المشتركة في أن نضع الفنان العربي علي خارطة العالم، بالإضافة إلي رسالتنا السياسية والتي تبحث عن الحرية، الاحترام والأصالة. أنا ورامي كنا العربيين الوحيدين في مدرسة جوليارد ، وهذا الذي أشعرَنا بهذه الحاجة؛ بأن نكون صاحبا صوت مسموع أكثر ما يمكن ونعبّر عن ذواتنا!
ماذا تُشكل سورية بالنسبة لك؟ وكيف تراها؟
سورية هي بيتي، ودمشق هي المدينة التي أعشقها! أستطيع أن أتحدث عن سورية من وجهة نظر ثقافية والتي أنا علي صلة بها. تشهد سورية اليوم نهضة ثقافية رائعة والتي تنعكس علي محاور مختلفة من الحياة الثقافية، تعرض لي سورية أيضًا مجال واسع من الإيحاءات. أحب في حياتي الحالية أني أعيش ما بين نيويروك ودمشق (لأني أجهز لشهادة الدكتوراة في الموسيقي بنيويورك)، ثم إني علي تنقل مستمر ما بين المكانين، أسافر ذهابًا وإيابًا تقريبًا كل شهر. وأشعر بشكل دائم بالحاجة لأن أعرض ما أملك في سورية، لأنه من المحزن أن أري الكثير من الأصدقاء المهاجرين. ولكن بالنسبة لي، اذا تركنا سورية جميعنا، من سيكون المسؤول عن هذا؟ أؤمن أني استطيع بشكل أو بآخر وبالتعاون مع الموسيقيين الآخرين أن أجعل الحياة الثقافية في سورية مثيرة ومتنوعة بقدر الحياة الثقافية التي أعيشها في نيويورك وفي مدن كبري أخري. ولهذا السبب أريد أن أعود لأعيش في دمشق بعد إنتهاء تعليمي.
حدثني عن الجو الثقافي الفني في سورية.. ما هي الأشياء التي تميزه؟
المشهد الثقافي السوري مليء بالطاقة، الناس متعطشون للثقافة. وكما قلت سابقًا، سورية والعالم العربي بشكل عام يمرون بنهضة ثقافية، ونحن كفنانين يجب أن نستغل هذه النهضة. أشعر بأني محظوظ لأني أنضج فنيًا في نمو هذا المشهد الثقافي.
تلقيت دروسك الموسيقية في المعهد العالي للموسيقي في دمشق. وأكملت تحصيلك العلمي في الولايات المتحدة وتحضر حاليًا لشهادة الدكتوراة.. ما هي أطروحتك للدكتوراة؟ حدثنا عنها قليلاً..
أدرس موضوع يُسمي (DMA, doctoral of musical arts)؛ دكتوراة في الفنون الموسيقية، وأعمل اليوم علي مشروع جديد (مشروع ملتيميديا) عن دمشق ، هو عبارة عن دمج جديد يحاول أن يحمل مجالات مختلفة من الفنون؛ موسيقي، سينما، رسم وشعر. هذا هو المشروع الذي أعمل عليه منذ فترة طويلة، وهو يعتمد علي مدينة دمشق التي أعرفها، وليس المدينة الذي يريد أن يراها المستشرقون . والمشروع يستند أيضًا إلي الكثير من القصائد لأشخاص من مختلف أرجاء العالم والذين إما يعيشون في المدينة، أو عبروا خلالها، أو أشخاص كتبوا عنها من دون أن يزوروها. المشروع هو عن حياة المدينة اليوم مع كل التناقضات والجماليات. وهو عبارة عن عمل موسيقي ضخم مما يجعلني مشغولا جدًا! من المفروض أن انهي المشروع في نهاية عام 2008 كجزء من المهرجان: دمشق عاصفة الثقافة العربية 2008.
لم يكن بمقدوري أن أسمع اسطوانة حوار وإسماعها لأصدقائي لولا شبكة الانترنت..ما رأيك بسهولة الوصول إلي الفنانين والفرق الموسيقية العربية عبر الشبكة؟ خصوصًا أنها الإمكانية الوحيدة لنا كفلسطينيي الداخل للتواصل مع الأعمال الجديدة للفنانين ات في العالم العربي؟
اعتقد أن الانترنت تشكل أداة رائعة لنا لإيصال جسر عبر المسافات الجغرافية البعيدة (أستطيع أن أستمع لموسيقي قادمة من الأرجنتين والصين)، وأيضًا عبر مسافات قصيرة برغم أنف عدو عنيف: اسرائيل. بالنسبة لي، من المهم جدًا أن أكون علي تواصل مع المشهد الثقافي في فلسطين. أنا موسيقي، وآلتي الموسيقية هي سلاحي، ويشرفني إذا كان بإمكاني استعمال آلتي الموسيقية للتواصل مع ناسي وعائلتي في فلسطين المحتلة. هذا أقل ما يمكن أن أفعله، ونحن محظوظون لأننا وُلدنا في زمن يوجد فيه معني للإتصال. يشرفني أن يتسني لي أن تحاورني صحافية فلسطينية مثلك، والتي رغم جميع الصعاب، تجلب الأمل لحياتي. وللشعوب التي تحارب الاحتلال والعنف.
هل يحدث لكنان العظمة أن يفقد متعة العزف أحيانًا؟ وهل يؤثر هذا علي أدائه؟
لا أفقد متعة العزف أبدًا، أصبحت الكلارنيت بمثابة الأداة الوحيدة التي أعبّر فيها عن نفسي. بالنسبة لي، من السهل أن تطلبي مني أن أعزف لك الآن من أن تسأليني سؤالاُ كهذا. أنا دائمًا أحاول أن أستمتع بما أفعل؛ فأنا أؤمن أن الجمهور يعرف متي يكون العازف مستمتعًا حين يعزف ومتي لا يكون مستمتعًا. أنا أحاول بشكل دائم أن أتعلم وأتطور أكثر، الموسيقي هي طريقة للتعبير عن الذات، وهنالك دائمًا شيئًا جديدًا للاكتشاف. وأنا مقتنع أنه ليس هنالك عازفًا يتعامل مع ماذا يفعل على أنه مهنة ، اللغة الانكليزية تفسرها بشكل جيد، يقولون: يلعب (play) ، وهذا بالطبع لعب، لهذا يجب أن لا نمل منه!
هل هنالك تواصل بينك وبين فنانين فلسطينيين داخل فلسطين أو في العالم؟ وهل هنالك مشاريع مشتركة؟
أنا علي معرفة مع بعض الفنانين الفلسطينيين داخل فلسطين وفي الشتات. وأحاول قدر المستطاع مع فرقتي حوار أن نعمل علي مشروع مشترك مع فنانين فلسطينيين بتسجيل ألبوم الجديد. أستطيع أن أستغل عن طريق هذا الحوار أن أعلن بأن فرقتي حوار ترحب بأي مجموعة فلسطينية ترغب بالتعاون معنا. الفنانون الفلسطينيون هم إيحاء رائع لكل فنان في العالم، وكل ما يفعلونه هو رائع وأنا أكن لهم الاحترام العميق، وآمل أن تحاوريني في المرة القادمة حول مشروع مشترك بيني وبين موسيقيين فلسطينيين.
جمهورنا العربي لا يعرف العازف بقدر ما يعرف المغني. ما هو السبب برأيك؟
يتوجه العالم الآن نحو فكرة السوبر ستار، يميل الناس أكثر إلي الاهتمام بالفرد، وليس بالمجموعة، وهذا ما أحاول انجازه. الهوس بالمغني كان دائم الحضور، وأعتقد بأن للأمر علاقة بالصوت، كون صوت الإنسان هو الشيء الطبيعي من بين كل الآلات الموسيقية. أعتقد أيضا بأن معظم الآلات تحاول مقاربة صوت الإنسان، مقاربة جودة صوت الإنسان بطريقة أو بأخري. ولكن علي أي حال، فإن ذلك لا يزعجني، لذلك أحاول في فرقتي حوار أن أعيد الصوت الأنساني إلي أمكنته الطبيعية، كأي آلة أخري.
ماذا يعني لك مصطلح موسيقي بديلة ؟
المصطلح لا يعني لي شيئًا الآن. لأننا حين نقول بديل يعني أنه من المفروض أن يحتل مكان شيء آخر. لا أؤمن بالبدائل، أعتقد أن جميع أنواع الموسيقي يجب أن تكون قائمة علي مبدأ يد بيد. شخصيًا أنا أستمع لكافة أنواع الموسيقي، وأستمتع بالجيد منها، المقياس الوحيد الذي من المفروض أن نحكم به علي أي عمل موسيقي هو مدي صدق العمل، وكمية المجهود والأفكار التي وضعها الفنان علي هذا العمل.
هل يوجد برأيك تعتيم إعلامي علي الموسيقيين والفرق التي تقدم موسيقي صادقة وجدية؟ ولماذا؟
ليس لدي فكرة حول الموضوع، لا أعتقد أن الإعلام يعتمد عدم تغطية عمل موسيقي جدي، ولكن يجب ادراك أنه من خلال التاريخ كانت الموسيقي السهلة دومًا أكثر شعبية من الموسيقي الجدية. أعتقد أنه ليس هنالك دعمًا كافيًا للموسيقي الجدية في العالم العربي. يجب أن يكون هناك المزيد من المساعدات الحكومية والفردية التي تدعم الفنانين الذين يسعون إلي تقديم أعمال موسيقية جديدة وجدية، ولكني أعتقد بأن الأمر يعود إلينا أيضًا، نحن الفنانين، بأن نشرع في المزيد والمزيد من العروض الموسيقية، وخيار كهذا لا يمكن تجنبه بعد الآن.
القدس العربية