فرحة ‘العربية’ المطنطنة بمقابلة اوباما والجيش الاسرائيلي الاكثر اخلاقية بين الجيوش!
زهرة مرعي
كادت قناة العربية ومعها شقيقتها البكر MBC تطير فرحاً بإختيار الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما أولى إطلالاته على الوطن العربي من خلالها. وفي هذا السياق قال المذيع بالحرف الواحد: باراك أوباما إختار العربية كأول قناة عربية على الإطلاق. فرحتها تلك أخرجتها عن طورها وبعض رصانتها فصارت كالطفل المزهو بثياب العيد، أو حتى الفرِح بقطعة حلوى بعد طول حرمان، وراحت على مدى يومين متتاليين تبني وتعيد وتشيد وتستفسر وتستفتي الأمة العربية من أقصاها إلى أقصاها عن هذا الحدث العظيم. فبعد طنة ورنة لما قبل بث الحدث عادت الطنة والرنة لما بعده. فدخل باراك أوباما في كل سهرتنا، ومن ثم صباحنا وظهرنا وما تلاه وصولاً لسهرتنا الثانية، ومن ثم إنتقلت عدوى الإهتمام المبالغ به بكل كلمة نطق بها أوباما إلى يومنا التالي وهلم جراً.
صرّح أوباما بالكثير وقال بأن الولايات المتحدة ليست عدوة المسلمين. وقال بالحرف: عشت لزمن في أندونيسيا وهي أكبر دولة مسلمة. بصرف النظر عن إيمانكم يبقى للناس آمال وأحلام. وأقول للأميركيين أن العالم الإسلامي مليء بأشخاص عاديين يرغبون أن يعيشوا حياتهم ببساطة.
نشكر لأوباما مشاعره وتفهمه هذا للإسلام والمسلمين. ونقول له إن شاء أن يفهم ويستوعب ما لم تقله العربية في نشراتها التي صار عنوانها ‘باراك أوباما تابع:’ إننا نحن العرب بجميع مذاهبنا صارت أحلامنا تصارع من أجل الإستمرار، تصارع بشحنة من قوة الحياة التي تغلب الموت فينا منذ 60 عاماً حتى اليوم. فلا شيء ينغص حياتنا أيها السيد الرئيس سوى الكيان الصهيوني الذي ترعاه بلادك بأموالها. وكلما شنّ علينا حرباً ضروس تقضي على ما تيسر من البشر والحجر بفعل السلاح الأميركي الفتاك والمحرم بعضه دولياً، تسارع بلادك لمد ذلك الكيان السرطاني بالمزيد من آلة القتل والدمار.
وهنا لا بد أن نسأل أوباما الذي جاء إلى البيت الأبيض على دماء أكثر من 1300 شهيد في قطاع غزّة، وحوالى 6000 جريح لماذا صمت كما أهل الكهف طوال زمن المجزرة الصهيونية في غزّة؟ وهل كان يتمتع برؤية السلاح الأميركي ينير سماء غزّة وتصوره إحتفالاً بمناسبة ما في بلده؟
ومما قاله أوباما: إحترام القانون هو الذي حدد عظمة الولايات المتحدة؟ ولأن الحوار الذي قاده الصحفي هشام ملحم من واشنطن كان ودياً وليس نقدياً، وكان بمثابة جائزة شرف تُمنح لمن لم يحلم بها، لم يُسأل أوباما عن إحترام بلاده للقوانين الدولية التي لا تعد والتي لا تحصى والتي خرقتها الولايات المتحدة، ومنها حق الشعوب في مقاومة الإحتلال؟ وأين هي الولايات المتحدة من القرارات الدولية التي صدرت عن مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية وحدها؟
وفي سياق إحتفالية قناة العربية بفوزها العظيم بلقاء مع باراك أوباما قبل آخرين من القنوات العربية توجهت العربية بالسؤال إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والذي نعتبره متهاوناً ومهادناً بشأن قضية شعبه ومع ذلك قال: قد يختلف رؤساء الولايات المتحدة في الأسلوب ولا أعتقد بوجود إختلاف في الإستراتيجية؟
نحن المجربون الملسوعون من الإدارات الأميركية وكذلك من ‘الإدارات العربية’ التي تشكل ‘شرّابة’ لا أكثر في ‘خرج’ الولايات المتحدة وحكامها لن نصدق بأن باراك أوباما سيجعل إدارته ترى بعين متوازنة إلى الصراع العربي الصهيوني قبل أن نرى أفعالاً على أرض الواقع. وحتى الأميركيون الذين يأخذون على إداراتهم ذلك الإنسياق الكلي خلف المشروع الصهيوني لن يصدقوا. فخلال العدوان على غزّة حلّ الممثل الشهير روبرت دي نيرو ضيفاً على أحد برامج قناة Fox News وسأله المذيع عن موقفه مما يحدث في غزّة فكان ردّه: لماذا نلوم إسرائيل والإسرائيليين على ما يفعلونه؟ وبعد إدهاش المذيع بهذا الموقف لأنه يعرف رأي دي نيرو من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أضاف الضيف: دعني أشرح لك الأمر: لو هاجمك كلب مسعور وعضك هل تلوم الكلب أم صاحب الكلب؟ بالتأكيد ستلوم صاحب الكلب. لذلك اللوم يقع على حكومة الولايات المتحدة الأميركية التي تتبنى دولة اسرائيل.
كلام دي نيرو من ذهب فهل يفهمه حكامنا العرب؟ وهل يمكن لمحاور أوباما من قناة العربية أن يستنير به في المرة المقبلة عندما يختار أوباما تلك القناة ليطل منها على العرب والمسلمين ليدلي عليهم ببيانه الرئاسي الثاني؟
ليست بروباغندا
عندما تسلط قناة الجزيرة الضوء على جرائم الحرب التي إرتكبها الصهاينة في قطاع غزة في أكثر من برنامج، وحتى خلال نشراتها الإخبارية فهي بذلك تؤكد إنحيازها إلى الإنسان والحق والحياة. ولن تكون على الإطلاق في سياق بروباغندا إعلامية. فالعدوان الصهيوني على القطاع حظي بإهتمام عالمي قلّ نظيره في حروب سابقة مع هذا الكيان وقد تنادت لتوثيقه وتحويله إلى المحاكم مئات جمعيات حقوق الإنسان على إمتداد العالم وبخاصة الأوروبي.
في برنامجه ‘بلا حدود’ إستقبل الزميل أحمد منصور خبير الأسلحة البريطاني داي ويليامز الذي حلّل السلاح المستعمل في غزة من خلال الصور. وأكد إستخدام الفوسفور الأبيض المحرم إطلاقه على مناطق مدنية. وعلّق بالقول: الجندي الذي أطلق تلك القذيفة لن يستطيع النوم ليلاً. وعاد ذلك المحلل ليستنجد بما ذكره فيلم ‘رقصة الفالس مع بشير’، والذي أورد بأن الجنود الإسرائيليين الذي شاركوا في مذابح صبرا وشاتيلا خلال إجتياح لبنان سنة 1982 فقدوا الذاكرة لعشرين سنة.
ونحن بدورنا نعلق على هذا التفسير الإنساني جداً بالقول أن الصهاينة فقدوا إحساسهم الإنساني منذ قرروا ذبح شعب فلسطين وطرد الباقين من أرضهم. ولأنهم فقدوا إنسانيتهم وصاروا وحوشاً تتغذّى بالدماء تابعوا إرتكاب مجازرهم ضد العرب على مدى 60 عاماً. وآخرها مجازر غزّة التي ضربوا خلالها السكان بالفوسفور، ودمروا الأنفاق باليورانيوم كما قال الخبير البريطاني نفسه.
ذلك الخبير دعا لتوثيق جروح المصابين في هذه الحرب لأن مجلس حقوق الإنسان قد يجري تحقيقاً في الأسلحة المستخدمة. ولأن جمعيات حقوق الإنسان في حالة حركة لا تهدأ على إمتداد العالم سارعت الحكومة الصهيونية للطلب من وزير العدل تشكيل لجنة قانونية لحماية الضباط والجنود الصهاينة من الملاحقة القانونية. إذ يبدو أن حكومة الصهاينة تعرف ما هي الأوامر التي نفذها الضباط والجنود الذين لم تستطع حماية أسمائهم والتي صارت منشورة على شبكة الإنترنت. ولهذا شعرت بجدية التحرك العالمي فسعت لتطويقه.
وفي تلك العشية التي سارعت فيها الحكومة الصهيونية لإسناد هذه المهمة الشاقة لوزير العدل الصهيوني سارع وزير الحرب الصهيوني للإطلالة علينا بالقول وبالفم الملآن: الجيش الإسرائيلي هو الجيش الأكثر أخلاقية من بين الجيوش؟ تصوروا ما هذه الصفاقة؟ وفي تلك العشية أيضاً أطل علينا الناطق بإسم الهيئة العربية لحقوق الإنسان هيثم منّاع من خلال برنامج ‘ما وراء الخبر’ من قناة الجزيرة ليبشرنا بأن خطوة نوعية في طريقها لأن تتحقق على صعيد العالم وهي’عدالة الجميع’. وبأن قائمة الضباط والجنود المشاركين في جرائم حرب في غزّة موجودة لدى كافة الجمعيات التي سترفع شكاوى إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وما علمناه من منّاع ونحن بإنتظار أن يُثمر أفعالاً ملموسة أن إجتماعاً بهذا الصدد عُقد مع وزير العدل في السلطة الفلسطينية الدكتور علي خشان وعلى مدى ساعتين ونصف. لا بد لهذا الإجتماع من أن يُثمر شكوى فلسطينية رسمية على جنرالات العدو وبغير ذلك تكبر التساؤلات عن سكوت تلك السلطة، في الوقت الذي تتحرك فيه مئات الجمعيات في أوروبا لمقاضاة الصهاينة على جرائهم. خاصة وأنهم أرباب النازية التي لا يزالون يحاكمونها على مذابحها بحق اليهود حتى اليوم.
‘ صحافية من لبنان
القدس العربي
زهرة مرعي
كادت قناة العربية ومعها شقيقتها البكر MBC تطير فرحاً بإختيار الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما أولى إطلالاته على الوطن العربي من خلالها. وفي هذا السياق قال المذيع بالحرف الواحد: باراك أوباما إختار العربية كأول قناة عربية على الإطلاق. فرحتها تلك أخرجتها عن طورها وبعض رصانتها فصارت كالطفل المزهو بثياب العيد، أو حتى الفرِح بقطعة حلوى بعد طول حرمان، وراحت على مدى يومين متتاليين تبني وتعيد وتشيد وتستفسر وتستفتي الأمة العربية من أقصاها إلى أقصاها عن هذا الحدث العظيم. فبعد طنة ورنة لما قبل بث الحدث عادت الطنة والرنة لما بعده. فدخل باراك أوباما في كل سهرتنا، ومن ثم صباحنا وظهرنا وما تلاه وصولاً لسهرتنا الثانية، ومن ثم إنتقلت عدوى الإهتمام المبالغ به بكل كلمة نطق بها أوباما إلى يومنا التالي وهلم جراً.
صرّح أوباما بالكثير وقال بأن الولايات المتحدة ليست عدوة المسلمين. وقال بالحرف: عشت لزمن في أندونيسيا وهي أكبر دولة مسلمة. بصرف النظر عن إيمانكم يبقى للناس آمال وأحلام. وأقول للأميركيين أن العالم الإسلامي مليء بأشخاص عاديين يرغبون أن يعيشوا حياتهم ببساطة.
نشكر لأوباما مشاعره وتفهمه هذا للإسلام والمسلمين. ونقول له إن شاء أن يفهم ويستوعب ما لم تقله العربية في نشراتها التي صار عنوانها ‘باراك أوباما تابع:’ إننا نحن العرب بجميع مذاهبنا صارت أحلامنا تصارع من أجل الإستمرار، تصارع بشحنة من قوة الحياة التي تغلب الموت فينا منذ 60 عاماً حتى اليوم. فلا شيء ينغص حياتنا أيها السيد الرئيس سوى الكيان الصهيوني الذي ترعاه بلادك بأموالها. وكلما شنّ علينا حرباً ضروس تقضي على ما تيسر من البشر والحجر بفعل السلاح الأميركي الفتاك والمحرم بعضه دولياً، تسارع بلادك لمد ذلك الكيان السرطاني بالمزيد من آلة القتل والدمار.
وهنا لا بد أن نسأل أوباما الذي جاء إلى البيت الأبيض على دماء أكثر من 1300 شهيد في قطاع غزّة، وحوالى 6000 جريح لماذا صمت كما أهل الكهف طوال زمن المجزرة الصهيونية في غزّة؟ وهل كان يتمتع برؤية السلاح الأميركي ينير سماء غزّة وتصوره إحتفالاً بمناسبة ما في بلده؟
ومما قاله أوباما: إحترام القانون هو الذي حدد عظمة الولايات المتحدة؟ ولأن الحوار الذي قاده الصحفي هشام ملحم من واشنطن كان ودياً وليس نقدياً، وكان بمثابة جائزة شرف تُمنح لمن لم يحلم بها، لم يُسأل أوباما عن إحترام بلاده للقوانين الدولية التي لا تعد والتي لا تحصى والتي خرقتها الولايات المتحدة، ومنها حق الشعوب في مقاومة الإحتلال؟ وأين هي الولايات المتحدة من القرارات الدولية التي صدرت عن مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية وحدها؟
وفي سياق إحتفالية قناة العربية بفوزها العظيم بلقاء مع باراك أوباما قبل آخرين من القنوات العربية توجهت العربية بالسؤال إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والذي نعتبره متهاوناً ومهادناً بشأن قضية شعبه ومع ذلك قال: قد يختلف رؤساء الولايات المتحدة في الأسلوب ولا أعتقد بوجود إختلاف في الإستراتيجية؟
نحن المجربون الملسوعون من الإدارات الأميركية وكذلك من ‘الإدارات العربية’ التي تشكل ‘شرّابة’ لا أكثر في ‘خرج’ الولايات المتحدة وحكامها لن نصدق بأن باراك أوباما سيجعل إدارته ترى بعين متوازنة إلى الصراع العربي الصهيوني قبل أن نرى أفعالاً على أرض الواقع. وحتى الأميركيون الذين يأخذون على إداراتهم ذلك الإنسياق الكلي خلف المشروع الصهيوني لن يصدقوا. فخلال العدوان على غزّة حلّ الممثل الشهير روبرت دي نيرو ضيفاً على أحد برامج قناة Fox News وسأله المذيع عن موقفه مما يحدث في غزّة فكان ردّه: لماذا نلوم إسرائيل والإسرائيليين على ما يفعلونه؟ وبعد إدهاش المذيع بهذا الموقف لأنه يعرف رأي دي نيرو من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أضاف الضيف: دعني أشرح لك الأمر: لو هاجمك كلب مسعور وعضك هل تلوم الكلب أم صاحب الكلب؟ بالتأكيد ستلوم صاحب الكلب. لذلك اللوم يقع على حكومة الولايات المتحدة الأميركية التي تتبنى دولة اسرائيل.
كلام دي نيرو من ذهب فهل يفهمه حكامنا العرب؟ وهل يمكن لمحاور أوباما من قناة العربية أن يستنير به في المرة المقبلة عندما يختار أوباما تلك القناة ليطل منها على العرب والمسلمين ليدلي عليهم ببيانه الرئاسي الثاني؟
ليست بروباغندا
عندما تسلط قناة الجزيرة الضوء على جرائم الحرب التي إرتكبها الصهاينة في قطاع غزة في أكثر من برنامج، وحتى خلال نشراتها الإخبارية فهي بذلك تؤكد إنحيازها إلى الإنسان والحق والحياة. ولن تكون على الإطلاق في سياق بروباغندا إعلامية. فالعدوان الصهيوني على القطاع حظي بإهتمام عالمي قلّ نظيره في حروب سابقة مع هذا الكيان وقد تنادت لتوثيقه وتحويله إلى المحاكم مئات جمعيات حقوق الإنسان على إمتداد العالم وبخاصة الأوروبي.
في برنامجه ‘بلا حدود’ إستقبل الزميل أحمد منصور خبير الأسلحة البريطاني داي ويليامز الذي حلّل السلاح المستعمل في غزة من خلال الصور. وأكد إستخدام الفوسفور الأبيض المحرم إطلاقه على مناطق مدنية. وعلّق بالقول: الجندي الذي أطلق تلك القذيفة لن يستطيع النوم ليلاً. وعاد ذلك المحلل ليستنجد بما ذكره فيلم ‘رقصة الفالس مع بشير’، والذي أورد بأن الجنود الإسرائيليين الذي شاركوا في مذابح صبرا وشاتيلا خلال إجتياح لبنان سنة 1982 فقدوا الذاكرة لعشرين سنة.
ونحن بدورنا نعلق على هذا التفسير الإنساني جداً بالقول أن الصهاينة فقدوا إحساسهم الإنساني منذ قرروا ذبح شعب فلسطين وطرد الباقين من أرضهم. ولأنهم فقدوا إنسانيتهم وصاروا وحوشاً تتغذّى بالدماء تابعوا إرتكاب مجازرهم ضد العرب على مدى 60 عاماً. وآخرها مجازر غزّة التي ضربوا خلالها السكان بالفوسفور، ودمروا الأنفاق باليورانيوم كما قال الخبير البريطاني نفسه.
ذلك الخبير دعا لتوثيق جروح المصابين في هذه الحرب لأن مجلس حقوق الإنسان قد يجري تحقيقاً في الأسلحة المستخدمة. ولأن جمعيات حقوق الإنسان في حالة حركة لا تهدأ على إمتداد العالم سارعت الحكومة الصهيونية للطلب من وزير العدل تشكيل لجنة قانونية لحماية الضباط والجنود الصهاينة من الملاحقة القانونية. إذ يبدو أن حكومة الصهاينة تعرف ما هي الأوامر التي نفذها الضباط والجنود الذين لم تستطع حماية أسمائهم والتي صارت منشورة على شبكة الإنترنت. ولهذا شعرت بجدية التحرك العالمي فسعت لتطويقه.
وفي تلك العشية التي سارعت فيها الحكومة الصهيونية لإسناد هذه المهمة الشاقة لوزير العدل الصهيوني سارع وزير الحرب الصهيوني للإطلالة علينا بالقول وبالفم الملآن: الجيش الإسرائيلي هو الجيش الأكثر أخلاقية من بين الجيوش؟ تصوروا ما هذه الصفاقة؟ وفي تلك العشية أيضاً أطل علينا الناطق بإسم الهيئة العربية لحقوق الإنسان هيثم منّاع من خلال برنامج ‘ما وراء الخبر’ من قناة الجزيرة ليبشرنا بأن خطوة نوعية في طريقها لأن تتحقق على صعيد العالم وهي’عدالة الجميع’. وبأن قائمة الضباط والجنود المشاركين في جرائم حرب في غزّة موجودة لدى كافة الجمعيات التي سترفع شكاوى إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وما علمناه من منّاع ونحن بإنتظار أن يُثمر أفعالاً ملموسة أن إجتماعاً بهذا الصدد عُقد مع وزير العدل في السلطة الفلسطينية الدكتور علي خشان وعلى مدى ساعتين ونصف. لا بد لهذا الإجتماع من أن يُثمر شكوى فلسطينية رسمية على جنرالات العدو وبغير ذلك تكبر التساؤلات عن سكوت تلك السلطة، في الوقت الذي تتحرك فيه مئات الجمعيات في أوروبا لمقاضاة الصهاينة على جرائهم. خاصة وأنهم أرباب النازية التي لا يزالون يحاكمونها على مذابحها بحق اليهود حتى اليوم.
‘ صحافية من لبنان
القدس العربي