صفحات أخرى

يا أمهات أميركا.. «ديزني» تريد تدميركنَّ

null


روزا بروكس

لقد كنت تأملين أن يكون شغف ابنتك الصغيرة بأميرة ديزني غير ضار، أليس كذلك؟ لقد كنت تضحكين على صورة الجمال النائم بجوار سرير طفلتك، وكنت تقولين لنفسك إنها «مجرد مرحلة» عندما كان طفلتك ذات السنوات الخمس تصر على احتياجها لعدد 63 فستانا على الأقل لأميرة ديزني. ولكن لا تنخدعي بالعصا السحرية اللامعة ولا بملابس الزينة أو «الحيوانات الصديقة» الصغيرة الجميلة. فأميرات ديزني ليست جميلة أو بريئة. إنهن عصابة من السفاحات الشريرات، وهن يخططن للإيقاع بك.

ولنبدأ ببعض التحليل الأنثوي البسيط. ولن ننسى نحن الأمهات الاميركيات أن أميرات ديزني أو أميرة الثلج أو سندريلا أو الجمال النائم، أو غير ذلك، نادرا ما يذبحن حيوان التنين أو يمارسن الرياضة أو يقدن الطائرات أو يقمن بإجراء عملية قلب مفتوح. ولكن بدلا من ذلك، فإنهن يضيِّعن الوقت عند محلات الحلاقة، ويتخلفن عن الدعوات لحضور الحفلات، ويهربن، من دون عمل شيء يذكر، من أماكن الشر، ويصبن بالإغماء. ولذلك، فإنني لم تصبني الدهشة عندما أخبرتني ابنتي ذات الأعوام الثلاثة أثناء الغداء أنها تريد أن تكون «أميرة» عندما تكبر، وما زلت غير سعيدة عندما أخبرتني أختها ذات الأعوام الستة بأنها ترغب في الشيء ذاته.

قلت لهما: «يمكنكما أن تفعلا أي شيء عندما تكبران! يمكنكما أن تكونا عالمتين أو معلمتي تزحلق أو مديرتي صندوق تحوط، أرجو منكما أن تكونا مديرتي صندوق تحوط. لماذا تريدان أن تكونا سلبيتين، وتريدان أن تكونا أميرتين عديمتي الفائدة؟». نظرتا إليَّ وكأنني جُنِنْتُ. وقالتا لي: «لأن الأميرات يرتدين ملابسَ جميلة يا أمي». ثم حاولت بطريقة أخرى. وقلت لهما: «ليست كل الأميرات يرتدين فساتين الحفلات. وعرضت لهما بعض الصور للأميرة آن، أميرة بريطانيا ذات الأعوام السبعة والخمسين، حيث كانت ترتدي ملابس صوفية بشعة. ولكن الطفلتين أنكرتا أن تكون آن أميرة «حقيقية». ثم حاولت مرة أخرى، وقلت لهما بلطف: «لا أريد أن أصدمكما ولكن الأميرات لم يكن محبوبات دائما. فعندما نفكر في الثورة الروسية أو الثورة الفرنسية، ألا تذكركما كلمة المقصلة بأي شيء؟». ثم صرخت الطفلة ذات الأعوام الثلاثة قائلة: «أنت من عامة الشعب!»، ثم راحت تهذب الملابس المزينة للعرائس، ثم ذهبت الفتاتان لمشاهدة «حكايات أميرات ديزني الساحرة» للمرة المليون، أثناء قيامي بتنظيف المطبخ وأنا أشعر بالاكتئاب.

يمكنك أن تشتري كتاب «سندريلا» أو دمية «عروس البحر الصغيرة»، ولكن عندما تفعل ذلك فإنك تنشئ حبا لشخصية معينة، وليس لشيء نظري «مفهوم الأميرة».

وأصبح الاتجاه من الأميرات إلى «الأميرة»، حيث يقوم المديرون التنفيذيون في ديزني بتسويق ذلك المنتج سريع النمو تحت اسم واحد. وتم جمع العديد من أسماء الأميرات مثل أريل وبيل وياسمين وغير ذلك تحت اسم واحد، لتكون هناك مؤامرة عالمية لتحويل مجموعة من الأفلام الكرتونية القديمة إلى أموال ـ وذلك بصورة أسرع من قيام جنية سندريلا بتحويل السمن إلى عربة كبيرة. ومثل الخلايا النائمة للقاعدة، يتم تنشيط هؤلاء الأميرات ـ وبمجرد أن يتم ذلك، فإنهن يقمن باحتلال العالم.

وفي عام 2001، كانت مبيعات منتجات ديزني نحو 300 مليون دولار. أما في عام 2007 فقد وصلت مبيعات «الأميرة» في ديزني إلى نحو 4 مليارات دولار. ومن كان يستطيع أن يقف في طريقها؟ فقد كانت علامة «الأميرة» على زجاجات الأطفال والأحذية والأقلام والحلوى والقمصان وكل شيء، وليس أمامكن أو أمام أطفالكن أي فرصة يا أمهات اميركا. سوف يتم غسل عقول أطفالكن، وأنتن كذلك. آه، نعم، ماذا يحدث لكنّ؟ ولكن بما أنني أمتلك سجل ديزني، فإنني لا أريد توقيع بوليصة التأمين الخاصة بحياة والدتها. ولكن هلا لاحظت أنه أثناء الصور الجماعية، لا تلتقي أعين أميرات ديزني مطلقا؟ لماذا لا ينظرن إلى بعضهن؟ لماذا يتظاهرن بأنهن لا يعرفن بعضهن؟ هل من شيء يؤرق ضمائرهن؟ يا أمهات اميركا، احذرن.

* أستاذة في المركز القانوني بجامعة جورج تاون

*خدمة «لوس أنجليس تايمز

ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى