ما هو برنامجكم الاقتصادي سيدي الرئيس ؟
أكاديمي بمرتبة أستاذ مساعد في الجامعات الحكومية
اخاطبكم اليوم بعد مضي عدة اشهر على مقالتي الأخيرة بسبب ما سمعت عن موافقتكم الشخصية وإعطاؤكم الأمر للفريق الاقتصادي في الحكومة بإلغاء الدعم تحت اسم ( إعادة توزيع الدعم ) وكذلك بالخصخصة تحت اسم ( التشاركية ) وبيع أراضي معامل القطاع العام تحت اسم ( نقلها لأماكن أخرى ) ؟.
والمتابع للخطوات التي بدأتم بها في بداية عهدكم فعلاً يستغرب هذه الانعطافات الكبيرة والتغييرات الكبيرة في سياستكم في كافة المجالات وحيث أنني في هذا المقال ساركز على الجانب الاقتصادي فإنه لا يسعني القول إلا أن الاخطاء القاتلة والقرارات المقصود بها تدمير الطبقة العاملة والطبقة الوسطى وضرب اللحمة الوطنية هي ما يميز كل القرارات الأخيرة التي صدرت والاخطر منها التي ستصدر خلال الفترة القصيرة القادمة .
الحجة التي يكررها رئيس الفريق الاقتصادي في الحكومة أنه لا يوجد موارد وأن الدولة غير قادرة على تحمل عبأ هذا الدعم ولذلك يقوم بالمبالغة وتضخيم الأرقام التي تخيف القيادة السياسية وتساعد في اتخاذ القرارات التي يطالب بها , لكن لا أحد يتحدث عن سبب تأخير الاصلاح الاقتصادي والقيام بالخطوات الممكنة منذ أعوام 2002 عندما وضعت كوكبة من أهم اساتذة الجامعات والخبراء برنامج اقتصادي متكامل لا يتطلب بالضرورة اللجوء إلى هذه الخطوات الراديكالية واتخاذ هذه القرارات المدمرة للمجتمع , لا أحد يتحدث لماذا عندما تم الانتهاء من صياغته ورفعه لرئيس الوزراء الدكتور مصطفى ميرو في حينها جاءه الامر من رئاسة الجمهورية بتوقيف عرضه على مجلس الوزراء ؟ , ويمكن لمن يرغب الاستزادة حول الحلول البديلة لما يجري حالياً سؤال الدكتور الياس نجمة والدكتور حيان سلمان الذي تم طرده لاحقاً من عمله كمدير عام لشركة الشرق للألبسة القطنية الناجحة جداً ؟.
لماذا لا أحد يطرح سؤالاً عن سبب امتناع الحكومات المتعاقبة بالاخذ بتوصيات كثيرة مهمة قدمت في محاضرات جمعية العلوم الاقتصادية لو تم الاخذ بها في حينه لما وصلنا لهذا المأزق الحرج ؟.
الاسئلة التي تتوارد للذهن سيدي هي :
–لماذا تم توقيف العمل بذلك البرنامج وعدم نشره , هل السبب هو كما يقول المشككون بقراراتكم أنه من اجل ان تتفاقم المشاكل ويكبر حجمها كي لا يكون هناك حل إلا ما يجري حالياً ؟.
–هل صحيح أن اختياركم للدكتور الدردري يعود لمعرفتكم بأنه سيطرح هذا البرنامج الذي يسير فيه وينسجم مع رؤيتكم لتحطيم المجتمع السوري ولكن كانت رغبتكم ” الباطنية ” أن يأتي الطرح منه وتبقون انتم بعيداً ولكن مقاومة اتحاد نقابات العمال والقيادة القطرية لحزبنا ( أنا شخصياً سألتهم ) لمخططاته اضطرتكم للدخول على الخط وإعلان دعمكم الصريح له ؟.
–هل صحيح ان نيتكم منذ البداية كانت هي بالوصول بالبلاد إلى ما هي عليه الآن من غلاء وفقر وبطالة وذلك من اجل تغيير بنية المجتمع السوري وتركيعه للابد ليقبل بالفتات الذي سيتبقى له بعد أن تبتلع بؤر الفساد المحسوبة عليكم كل الناتج الاقتصادي وكل ذلك بحجج قومية ووطنية والدفاع عن الجولان ودعم المقاومة في كل اصقاع الارض وسياسة الممانعة ضد أميركا علناً و وتبويس الأقدام تحت الطاولة من اجل ترتيب لقاء معها ؟.
–هل هناك أحد يمكن له أن يسال في مجلس الشعب ماذا لو تم إيقاف الهدر ونهب المال العام والفساد الذي يطيح باكثر من ربع الناتج المحلي للبلد , ألا يمكن أن يوقف ذلك كل هذه الانهيارات في اقتصادنا ؟.
–من أين سيأتي المواطنون بالمال ليسددوا رفع سعر المازوت والخبز والنقل العام وكل احتياجات الحياة البسيطة من سكر ورز وشاي ووووو, وهل صحيح أنه عندما سألكم شخص سوري مغترب عن ما هي رؤيتكم عن كيف سوف يؤثر الغاء الدعم على حياة المواطن السوري كانت إجابتكم أنه ” البركة فيكم انتم المغتربون الذين ترسلون الأموال لأهلكم واقاربكم في الوطن ويمكن أن تزيدوا لهم ما ترسلوه ” ! .
في النهاية سيدي اقدر دور الدكتور الدردري فهو في النهاية موظف لديكم ويعمل بما تأمرونه به أو ما يشعر أن فيه رضاكم وموافقتكم لذلك فأنتم تتحملون مسؤولية كل ما يجري أمام الله والمواطنون .
والله من وراء القصد