هل صار الطلاق الالكتروني حلالا كما الزواج الالكتروني؟
علياء هاشم
لعل من غرائب النت ظاهرة انتشار الزواج عبر شبكته، اي عن طريق مواقع التشاتينك ، التي تشغل اوقات الخليجيين والخليجيات هذه الايام، كما تشغل باقي الشباب العرب. ولا اكشف سرا اذا قلت ان نسبة عالية جدا من التعارف والزواج والصداقات بين الشباب والبنات، يتم الان عبر النت،
وهذه العلاقات تتطور لتصبح احيانا خاصة وعميقة او صداقة او تكلل في بعض الاحيان بالزواج، لكن اغرب ما بات يحصل في الخليج الان، امكانية ليس فقط الزواج الكترونيا، بل ايضا الطلاق عبر الانترنت.
وبغض النظر عن صحة هذا الاجراء من عدمه او قبوله الا انه صار يحدث ويتسع، فقد قضت محاكم دبي بجواز طلاق حالات لأزواج إماراتيين من خلال إرسال رسالة قصيرة علي الهاتف المتحرك SMS ، وهكذا أصبح (إعلان الطلاق) من خلال نظام إرسال الرسائل القصيرة صحيحاً.
ويقول مسؤول في محاكم دبي، إن قسم التوجيه الأسري الذي يعمل فيه قد واجه حالة لرجل تأخرت زوجته عن المنزل فأرسل لها عبر SMS رسالة طلاقها.
وأشار الرجل الذي قرأت تصريحاته من وسائل الاعلام، وفي اكثر من موقع الي ان الطلاق تم بعد التأكد من أنه هو الذي أرسل الرسالة.
ويروي كذلك قصة شاب إماراتي آخر يدرس في بريطانيا، طلّق زوجته نتيجة تدخل أهله، عن طريق البريد الإلكتروني e-mail، حيث أحضرت نسخة من رسالة الطلاق عبر البريد الإلكتروني إلي المحكمة التي قضت بصحة وقوعه، بحجة أنهم لو لم يقرّوا هذا الطلاق، فسيطلقها.
غير أن أكثر الأزواج غرابة ورومانسية في طلاقه، ذلك الرجل الذي كتب بأحمر الشفاه علي مرآة طاولة الزينة الخاصة بزوجته عبارة أنت طالق ، لكنه عاد في ما بعد وأرجعها إلي عصمته، بعد ادراكه انه كان مخطئا.
وهذه الظاهرة ليست حكرا علي الخليج فقط، بل تمتد الي مسلمي ماليزيا، حيث قضت محكمة هناك بصحة طلاق الرجل من زوجته، من خلال إرسال رسالة قصيرة علي الهاتف المتحرك SMS ، حسب حكم محكمة سيارياه، وفق التقرير الذي نشرته صحيفة نيو ستريتس تايمز اليومية الماليزية.
وقال القاضي محمد فوزي إسماعيل فيه ان إعلان الطلاق يعتبر صحيحا، وبموجبه يفسخ الزواج بين المدعية أزيدا فازلنا عبد اللطيف والمدعي عليه شمس الدين لطيف. وكان شمس الدين أرسل لزوجته التي أصبحت لاحقا مطلقته رسالة عبر الهاتف النقال قال فيها إذا لم تغادري منزل والديك، فأنت طالق .
وحكمت المحكمة بأن نية الطلاق تلك التي أرسلت من خلال رسالة قصيرة علي الهاتف النقال كانت صحيحة، علي غرار شخص حمل رسالة الطلاق.
وبين ملائمة القوانين الاجتماعية لمسايرة مقتضيات التطور والسرعة، وعدم ملائمتها، فهل صارت الامور الانسانية الحميمة الكترونية ايضا، وما هو رأي الناس في قبول او رفض هكذا احكام، ورأي الدين في ذلك، وما هو رأيك انت عزيزي القارئ في هذه الفسحة للنقاش؟
الامارات