الانسان والخليوي: علاقة حب
سحر بعاصيري
اما رأيكم في هذه الارقام؟
عدد سكان الارض يبلغ الان 6 مليارات و777 مليون شخص تقريبا. وعدد الهواتف الخليوية المستخدمة في العالم تجاوز 4،1 مليارات في مقابل نحو مليار في 2002.
أي ان 60% من سكان الارض، 6 من أصل كل 10 أشخاص، يستخدمون الخليوي.
رقم مفاجئ؟ الارجح انه ازداد ويزداد بسرعة منذ توصل اليه الاتحاد الدولي للاتصالات التابع للامم المتحدة في نهاية 2008 ومنذ أعلنه في تقريره في آذار الماضي.
كل المؤشرات والدراسات والاحصاءات تدل على ان تكنولوجيا الخليوي هي الاسرع انتشاراً في العالم وعلى ان الخليوي هو الجهاز الذي يشتهي غالبية الناس امتلاكه. يتعلقون به الى حد انه اذا تعطل أو أضاعوه، تعطلت حياتهم أو شعروا بالضياع. يلتصق بايديهم وآذانهم كأنه عضو من اعضائهم وهم سعداء عموما. والواقع ان الخليوي صار أقرب الى الانسان عموما من أقرب الناس اليه، بل لا يبدو في هذا الزمن ان ثمة شيئاً أقرب الى الانسان من هاتفه الخليوي.
ليس في هذا الوصف مبالغة. فعلاقة الانسان بالخليوي أقرب الى قصة حب لا تزال تكبر وتتوثق، ولا تزال تعد الطرفين بالكثير. والادلة كثيرة.
36 سنة مرت منذ نزل أبو الخليوي الحديث مارتن كوبر في نيسان 1973 من مكتبه في شركة موتورولا في نيويورك الى الشارع وفي يده هاتف يزن 850 غراماً وأجرى عدداً من الاتصالات وسط دهشة المارة وسعادتهم. بعد عشر سنين أدخلت الشركة الى السوق هاتفاً يزن 452 غراماً وكان يوضع في السيارات، وبعدها بسبع سنوات صار في أميركا مليون مشترك. وبدأ الخليوي بالانتشار في العالم تدريجا في الثمانينات ومطلع التسعينات. وهي التسعينات التي شهدت انتشاره الفعلي الأول مع انه كان لا يزال يعاني مشاكل في الارسال وكان لا يزال حجمه كبيراً وضخماً مقارنة بما بلغه اليوم من اناقة وخفة.
هكذا صار في إمكان الإنسان أن يجري اتصالاً هاتفياً أينما كان. لم يعد في حاجة الى خط أرضي. لم يعد في حاجة الى أن يكون في مكان معين، منزل أو مكتب، لاجراء اتصال، ولا في حاجة الى أن يبحث عن غرفة هاتف أو دكان فيه هاتف اذا اضطر الى اجراء اتصال في الطريق. ولم يعد في حاجة الى تسجيل طلبه في السنترال لاجراء مخابرة دولية.
انقلاب. هذا للاحوال العادية. ولكن تذكروا اين كنا نحن في لبنان وأين صرنا. لم تكن الاحوال عادية. الخطوط الارضية بالكاد كانت تعمل واجراء اتصال هاتفي كان رحلة عذاب. ساعات ننتظر “الخط”، هل تذكرون؟ درجت مفردات خاصة: “في حرارة”، “ما في حرارة”،”علّق الخط” “ما علّق”. صارت نمط تخاطب. حتى بعدما اصطلحت التلفونات وبعدما دخل الخليوي حياتنا، ظل هناك أشخاص يتذرعون بان “النمرة ما علّقت” لتفادي الاعتراف بتقصير في الاتصال بشخص ما أو التهرب من الحديث معه.
الانقلاب شمل الجميع في العالم. ومثل أي جديد أقبل البعض عليه بشغف وتردد آخرون في استخدامه وتخلفت دول. ولكن يوماً بعد يوم وسنة بعد سنة بدأت الاسباب العملية لاقتنائه تفرض نفسها حتى صار يصعب ايجاد شخص لا يملكه أو لا يطمح الى ذلك. وما كان يبدو من الكماليات صار ضرورة، بل من البديهيات لمن فتح عينيه والخليوي موجود. حاولوا ان تخبروا من هم دون 18 سنة مثلاً ان الخليوي لم يكن موجوداً بل حاولوا ان تخبروهم كيف كان الوضع قبل الخليوي مباشرة. الارجح انكم انتم ستستفظعون الحال.
ولم يتوقف الامر عند تسهيل الاتصال وإن يكن ذلك وحده كفيلاً بإغراء الانسان. جاءت الرسائل القصيرة. ادخلت ثقافة جديدة على التواصل بين البشر. تخاطب بلا هاتف أو مسايرة أو مطولات. ثم اخذت وظائف الخليوي تتطور وتزداد الى حد انه لم يعد يفارقنا. ولنعترف ان السبب في ذلك ليس تعلقاً بتكنولوجيا جديدة ولا “وجاهة” بل لأن الخليوي غيّر حياتنا، وغيّرها بطريقة تعجبنا. لم يجعل حياتنا اسهل فحسب بل غيّر مفهومنا لكل فكرة الاتصال والتواصل ومفهومنا للمعلومات. غيّر عمليا كيف نعيش وكيف نعمل وكيف نتواصل بل كيف نلعب. وكلما ازداد ذكاؤه ازداد تعلّقنا به.
وظائفه؟ اذا كان خليوياً عادي الذكاء أو متطوراً قليلاً ولكن ليس موصولاً بالانترنت أو بـ”جي بي اس” فوظائفه كثيرة جدا: هو هاتف يؤدي وظيفته الأولية نتصل ونتلقى اتصالات. وهو بريد سريع أي يرسل الرسائل القصيرة. وهو دفتر التلفونات نعتمد عليه في حفظ الارقام لاننا عمليا لم نعد نحفظ رقماً أو لم نعد في حاجة الى أن نحفظه. هو ساعة منبه وساعة يد اذا شئنا. هو دفتر مواعيد. روزنامة. دفتر ملاحظات سريعة. كاميرا. فيديو كاميرا. آلة حاسبة. راديو. جهاز للموسيقى. والارجح انني نسيت وظائف اخرى.
اما اذا كان موصولاً بالانترنت و”الجي بي اس” فيصير نبعاً لوظائف جديدة: يصير عملياً كومبيوتر يوصلك الى أي موقع على الانترنت. يوصلك عبرها أو مباشرة الى بريدك الالكتروني. هو نشرتك الجوية. هو مكتبتك الموسيقية. تشاهد عليه شريط فيديو أو برنامج تلفزيوني. اذا كنت تقود سيارتك يقول لك أي اتجاه تسلك لتبقى على الطريق الصحيح. يدلك على أقرب محطة بنزين أو مكتبة. واذا كنت تمشي في الطريق يقول لك تماماً أين تقف وترى موقعك على الخريطة ويدلّك تماماً على العنوان الذي تقصده وأي الطرق أقصر اليه أو أسرع.
ومتى صرت متصلا بالانترنت و”الجي بي اس”، صرت قادراً على ان تختار من الوف البرامج التي تخصصها الشركات لهاتفك، تحمّلها عليه مجاناً أو بأسعار رخيصة نسبياً، تلبي لك طلباتك أو تسد لك ثغرات في معلومات تحتاج اليها . يمكنك ان تضع قاموسا. موسوعة الكترونية. برنامجاً ينبئك بالمطاعم وبما تقدّم، برنامجاً “يحزر” عملياً أي موسيقى يسمعها ويقول لك ما هي. برنامجاً يساعدك عبر هاتفك على اجراء الاتصالات بكلفة أقل أو حتى مجاناً اذا حولك الى الاتصال عبر الانترنت. وما يعجب الكثيرين من مستخدمي الهواتف الخليوية الذكية انهم صاروا قادرين على تحميل عشرات الالعاب يتسلّون بها ربما في أوقات فراغهم أو وهم ينتظرون موعدا أو حتى يلعبون في أوقات غير مناسبة!
ولا شك في ان خدمة الخرائط التي يحصل عليها المستخدم بالوقت الواقعي عبر “الجي بي اس” هي تطور نوعي كبير الآن وهي خرائط ثلاثية البعد تحدد للمستخدم موقعه وتسمح له برؤية محيطه كاملاً حتى لو كان ثمة ما يحجب تفاصيل ما. ولنتصور ما يعنيه هذا لانسان في محيط جديد أو للسياح. كل علاقة الانسان بالمكان تتغير. لا يبقى مكان صعب.
والآن تتوافر برامج تخضع لمزيد من التطوير تقوم على دمج تكنولوجيا الخرائط هذه وتكنولوجيا “الفايس بوك” و”ماي سبايس” لتحديد مواقع الاصدقاء. وهذا ما حصل حديثاً مثلا مع سام آشتون الذي أوجد خدمة “لووبت” للبحث عن الاصدقاء وروى القصة لصحيفة “نيويورك تايمس”. سام عمره 23 عاماً متخرج من جامعة ستانفورد كان يتعشى في بالو ألتو بكاليفورنيا عندما لاحظ على شاشة هاتفه الخليوي ان زميله في السنة الأولى في الجامعة كان يتعشى على مسافة مطعمين فقط. التقى الاثنان بعد العشاء وانضم اليهما طالب سابق في ستانفورد لاحظ بدوره على شاشة هاتفه انهما معاً.
ثورات متتالية. ومثلما أحدثت شركة “آبل” ثورة عندما انتجت “آي فون” سواء بتكنولوجيا اللمس أو بما يمكن تحميله على الهاتف من تطبيقات كان يصعب تصورها واتصاله باسعار البورصة و”يوتيوب” و”آي تيونز” وما يمكن ان يفعله، فان برامج البحث عن الاصدقاء – وقد بدأت شركة “غوغل” برنامجا اسمه “لاتيتيود”- ستكون ايضا ثورية. والحبل على الجرار.
طبعا لا تزال مثل هذه البرامج محدودة الاستخدام لان توافرها والطلب عليها يتفاوتان بين الدول المتقدمة والنامية نتيجة الاختلاف اساساً في سرعة الاتصال بالانترنت واستقراره. كما يتفاوت بين الاجيال. فالدراسات تظهر ان الشباب بل المراهقين أكثر اهتماما بمثل هذه البرامج من الاكبر سناً.
واذا كان ذكاء الخليوي يزيد تعلّق الانسان به، فالواقع ان علاقة الحب بينهما سابقة تطور هذه الوظائف بدليل ان الهواتف الاكثر انتشاراً في العالم لا تزال تستخدم للوظيفة الاساسية أي الكلام وتليها وظيفة الرسائل القصيرة. وسر هذا الحب هو الحركية: سهولة نقل الجهاز والقدرة التي يتيحها للانسان على الاتصال في اي زمان ومن اي مكان. فعمليا، كسر الخليوي اي شعور لدى الانسان بالعزلة أو الوحدة أو العجز عن عدم الوصول الى شخص أو مكان إن بسبب الوقت أو غيره من الاسباب. وانسحبت هذه الميزة مع الاتصال بالانترنت و”الجي بي اس” على بقاء الانسان متصلاً بالعالم باستمرار وعلى الوصول الى المعلومات التي يريد لحظة يريدها. السر اذاً يكمن في ان الخليوي ساهم في تمكين الانسان، وكما يقول كثيرون من مناطق مختلفة في العالم، اعطاهم شعورا بالأمان وفي الوقت عينه بالاطمئنان الى من يحبون.
لذا يزداد التعلّق بالخليوي ويزداد أكثر مع تطور ذكائه. وتكفي الاشارة الى ان عدد مشتركي الخطوط الارضية في العالم ارتفع من مليار عام 2002 الى 1،27 مليار فقط عام 2008 في مقابل ارتفاع 3 مليارات اشتراك خليوي في الفترة عينها. ولا بد من تسجيل تجاوز الاشتراك في 30 دولة في العالم نسبة 100% من عدد السكان، وهذا سببه أولاً ارتفاع نسبة المستخدمين من اهل البلد وبينهم اعداد كبيرة ممن يقتنون هاتفين. ثم الشركات التي تؤمن هواتف خليوية لموظفيها. وهناك ايضا السياح. ومن هذه الدول مثلاً اللوكسمبور 140% وليتوانيا 139% واسرائيل 125% وايطاليا 122% وقبرص 121% والبحرين 171%.
وفي الولايات المتحدة مثلا، حيث يملك 75% من السكان هواتف خليوية، تثبت الدراسات ان هذه التكنولوجيا هي المفضلة لدى الاميركيين. ففي استطلاع للرأي نشرت نتائجه في اذار 2008 قال 51% إنهم لا يتخلون عن الخليوي وتلاهم 45% لا يتخلون عن الانترنت و43 % لا يتخلون عن التلفزيون و40% لا يتخلون عن الهاتف الارضي، وهذه تغيير كبير مقارنة بـ2003 عندما كانت الهواتف الارضية هي التكنولوجيا المفضلة لديهم.
اما في الصين، فإن عشق الخليوي ينصب في الدرجة الأولى على الرسائل القصيرة. وتقول “تشاينا موبايل”، وهي اكبر شركة هناك ولديها 464 مليون مستخدم من أصل مجموع المستخدمين البالغ 650 مليوناً، إن مستخدميها تبادلوا في 2008 نحو 607 مليارات رسالة قصيرة وذلك بزيادة اكثر من 100 مليار عن 2007. ويأتي في الدرجة الثانية تحميل الاغاني وفي الدرجة الثالثة قراءة الصحف على الخليوي.
مجرد امثلة. ولكن انظروا حولكم. بالكاد ترون شخصاً لا يحمل خليويا وبالكاد لا ترونه يستخدمه بمعزل عن هدف استخدامه. فكما أن للخليوي فوائد كثيرة هناك سيئات ايضا. يمكن ان نوفّر الوقت به أو نهدره. يمكن ان ننجز أعمالاً باستخدامه أو نزعج آخرين بتركه يرن في مجالس خاصة تحتاج الى صمت. يمكن ان نضعه في تصرفنا أو هو يستعبدنا. يمكن ان تتعقب الشرطة سارقا من خلاله كما يمكن ان يوظفه البعض للتنصت على اصحابه. وهذا صار متاحاً ببرامج ليست قانونية لكنها متوافرة بطرق ملتوية وليست مكلفة جداً، وتسمح بمراقبة خليوي حتى لو كان صاحبه لا يستخدمه كما تسمح بقراءة الرسائل القصيرة حتى بعد التخلص منها وبتحديد الاتصالات الهاتفية التي أجريت منه حتى لو الغاها صاحبه. وثمة برامج أيضاً تسمح بتحويل الخليوي الى ميكروفون حتى لو لم يكن صاحبه يستخدمه.
مساوئ يصعب التغاضي عنها، ولكن كما يطور الانسان استخدامه للخليوي لا بد ان يطور حلولاً لما قد ينشأ من مشاكل له أو لاي تقدم تكنولوجي آخر. ثم انه باختلاف الاجيال تصير المساوئ مسألة نسبية، ليس لان المراهقين اليوم مثلا لا يحترمون الخصوصية بل لان التكنولوجيا الحديثة صنعت لهم ثقافة جديدة.
علاقة الشباب بالخليوي مختلفة أصلاً عن علاقة الاكبر منهم به. هم جيل اللاسلكي عملياً. يعتبرون اقتناءه مسألة طبيعية بل بديهية. ولا يتوقفون عند الاسئلة التي قد يطرحها الاهل مثل هل يحتاج ولد في العاشرة من عمره الى خليوي، خصوصاً انه لا يخرج من المنزل وحده. الولد لا يحتاج اليه لطمأنة اهله فقط. هذه وظيفة واحدة. فالمراهقون مثلا، اينما كانوا في العالم، يعتبرونه ضروريا ليس لاجراء الاتصالات بل لارسال رسائل قصيرة، لدخول الانتنرت، للعب، الخ. ولا فارق بين مراهقي الغرب والشرق. الفارق هو نظرة الاهل الى الامر. وحتى هذه تتغير وصار الاهل أكثر مرونة ازاء عمر اقتناء أولادهم للخليوي والارجح انهم سيتخلون تدريجاً عن
ففي دراسة أجريت في اميركا صيف 2008 على الفي مراهق تبين ان 80 % منهم لديهم هواتف خليوية وان معظمهم يستخدمونه للرسائل القصيرة. وهكذا لا يعود مستغرباً ان أكثر من مليار رسالة قصيرة ترسل في اميركا يوميا. ومع ان الغالبية قالت إن امتلاكه يشعرها بالامان، فإن الخليوي جزء من هوية المراهقين إذ يعتبره نحو 60% مفتاح حياتهم الاجتماعية. وتبين ان نصف الأولاد في أميركا بين عمر 8 و12 يملكون خليوياً. فالمراهقون حصلوا عليه للمرة الأولى في عمر 10-11 سنة.
هذا التوجه سيزيد ارتباط الانسان بالخليوي. فالشركات المنتجة تتابع طلبات المراهقين اليوم لتحدد مستقبل الجهاز. يريدونه عملياً كومبيوتر “لاب توب” وهاتفاً وجهاز “جي بي اس” وجهازاً للموسيقى والفيديو، ويريدونه مضاداً للمياه وللصدمات ويعمل بالطاقة الشمسية، ويريدون ان يتوجهوا اليه باسئلة فيجيبهم. والواقع ان أحدث أجيال الخليوي تقترب من تحقيق هذه الطلبات، والارجح ان كل جيل جديد سيأتي بما يكون أكثر ملاءمة لطلبات الانسان.
على ان ما يبدو الاهم في هذه التكنولوجيا وتطورها هو قدرتها المتوقعة على ردم الهوة التكنولوجية بين الاغنياء والفقراء والمساهمة في التنمية. قد يكون من المبكر الجزم بهذا الامر لكن الفكرة صارت متداولة في أوساط المعنيين. الخليوي خرق عزلة المناطق الريفية النائية في الدول النامية واحدث تغييرا كبيرا في بعضها انعكس على اقتصادها في الدرجة الأولى لانه سمح بوصلها بالعالم الخارجي، فصار فيها حركة وبضائع للبيع باسعار مقارنة وزبائن من مناطق اخرى.
ويستند اصحاب هذه النظرية الى احصاءات تظهر انه في حين يستخدم الخليوي 60% من سكان الارض، هناك 23% فقط يستخدمون شبكة الانترنت. وان الخليوي وليس الانترنت – على اهميتها – كان وسيلة الانفتاح في المجتمعات التي لا تملك وسائل نقل وشبكات طرق رئيسية وكهرباء ووسائل اتصال. واذ تلاحظ الامم المتحدة ان الدول الفقيرة لا تزال تتخلف كثيراً عن الوصول الى الانترنت وانه في افريقيا لا يتجاوز عدد مستخدميها 5%، فانها ترى ان افريقيا سجلت الاختراق الاكبر بين القارات لتكنولوجيا الخليوي بحيث ارتفع عدد المستخدمين من 2% عام 2000 الى 28% عام 2008 وبحيث صارت الرسائل القصيرة هي وسيلة الاتصال وليس الانترنت. ويبدو ان السبب الرئيسي لهذا الارتفاع هو اجراء عمليات مصرفية ولا سيما تحويلات مالية عبر الرسائل القصيرة والتي تسمح لمن يتسلمها ان يصرف الحوالة مباشرة. فشركة الخليوي “فودافون” التي بدأت العمل في كينيا عام 2007 صار لديها الان اكثر من خمسة ملايين مستخدم. وفي غامبيا مثلا هناك مليون مستخدم للهاتف بينهم 800 الف يستخدمون الخليوي في مقابل 200 الف خط أرضي لا يعمل منها سوى 50 الفاً.
الى اين سيصل الخليوي؟
عمل فريق من المهندسين البيولوجيين في جامعة بيركلي الاميركية على تطوير الكاميرا في الهاتف الخليوي لتؤدي وظيفة ميكروسكوب سموه سلسكوب بهدف فحص الطفيليات التي تحدد مرض الملاريا. وهذا التطور يستهدف امكان ارسال الصورة بالهاتف من دون المرور بتكنولوجيات اخرى معقدة من أجل تحديد المرض. الفكرة؟
لا حدود الى ما قد تصل اليه وظائف الخليوي وفوائده. وما دام الانسان يطلب المزيد، فالمخيلة لا تتوقف عن البحث.
النهار