مير حسين موسوي يتحول إلى رمز
تحوّل مير حسين موسوي المرشح السيئ الحظ في الانتخابات الرئاسية الإيرانية والذي رفعت صوره في المظاهرات الحاشدة التي جابت شوارع طهران إلى رمز وإلى زعيم لجماهير غفيرة تتطلع لمزيد من الحرية، فمن هو هذا الرجل؟
شغل مير حسين موسوي، الرجل المتكتم،والمرشح السيئ الحظ للانتخابات الرئاسية الإيرانية منصب رئيس الوزراء بين العامين 1981 و1989- الغي المنصب بعد ذلك – وتحول موسوي، ابن الثورة الإسلامية، والذي رفعت صوره في المظاهرات الحاشدة التي جابت شوارع طهران في الأيام الماضية احتجاجا على إعادة انتخاب محمود احمدي نجاد لولاية رئاسية ثانية إلى رمز وإلى زعيم لجماهير غفيرة تتطلع لمزيد من الحرية.
وخرج مير حسين موسوي – 67 عاما – والذي كان بعيدا عن الشأن العام طيلة 20 سنة، من الظل في نيسان – ابريل الفائت حين أعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية في حزيران – يونيو كمرشح ” إصلاحي ملتزم بمبادئ الثورة الإسلامية”.
وحددّ موسوي في برنامجه الانتخابي، الاقتصاد كأولوية، كما فعل غيره من المرشحين، لمواجهة الكوارث الاقتصادية التي عرفتها إيران في الولاية الأولى لاحمدي نجاد ووعد بتقليص نسبة التضخم وبتوفير فرص عمل جديدة.
وفي الملف النووي، لم يخرج مير حسين موسوي عن سياسة الجمهورية الإسلامية ولا عن خطها، وإذ أعرب عن انفتاحه على المفاوضات مع مجموعة الست ” الولايات المتحدة، روسيا، الصين، فرنسا، بريطانيا وألمانيا ” في ظل تمسكه بالبرنامج النووي الإيراني وفي أحسن الأحوال تقديم ضمانات تؤكد على الجانب المدني للبرنامج الإيراني
الجانب الليبرالي ” في برنامج موسوي الانتخابي نجده في الشق الاجتماعي، فقد دعا خلال حملته الانتخابية برفقة زوجته السيدة زهراء إلى المساواة بين الرجل والمرأة ووعد بمنح حقائب وزارية للنساء وتخفيف ضغط شرطة الآداب والسماح بإنشاء قنوات تلفزيونية خاصة.
وأعلن موسوي في مواجهة انتخابية متلفزة مع غريمه محمود احمدي نجاد في الرابع من حزيران – يونيو بأنه ” يشعر بخطر يهدد إيران ” متمنيا أن ” تلعب طهران دورها كقوة عظمى في المنطقة”.
وفي الحلقة المذكورة، تخلى مير حسين موسوي عن تحفظه وواصل هجومه على احمدي نجاد واتهمه بالإساءة لكرامة البلاد و وبانتهاج سياسة خارجية متطرفة ، ووعد بتغيير الصورة المتطرفة عن إيران في العالم في إشارة إلى تصريحات نجاد المعادية لإسرائيل والغرب.
غير أن الرئيس الأمريكي باراك اوباما أشار عندما كانت شوارع طهران تغص بالمتظاهرين المؤيدين للمتنافسين موسوي ونجاد بأن الاختلاف السياسي بين الاثنين قد لا يكون كبيرا إلى هذا الحد.
ويؤكد الذين عايشوا مير حسين موسوي على الماضي الثقيل للرجل، ففي نهاية السبعينات من القرن الماضي، كان موسوي ناشطا سياسيا شابا في الخط المتصلب للحزب الإسلامي الذي أوصل آية الله الخميني إلى السلطة عام 1979.
سنتان بعد ذلك عين موسوي رئيسا للوزراء وكانت البلاد في حالة حرب مع العراق ولم تكن الحكومة وقتها تسمح بأي شكل من أشكال الاعتراض وكان مصير المعارضة الاضطهاد وحتى التصفية .ووقد أقرّت الحكومة الإيرانية التي كان موسوي رئيسها في تلك الفترة العمل بالبرنامج النووي الإيراني السري الذي تحول اليوم إلى مصدر خلاف كبير بين طهران وواشنطن وحلفائها.
وفي حقبة الحرب الإيرانية – العراقية كان لموسوي أيضا دورا هاما في إدارة حازمة لاقتصاد البلاد ما سبب له خلافات عديدة مع آية الله علي خامنئي المرشد الحالي للثورة.
وعمل مير حسين موسوي بعد أن ألغت الجمهورية الإيرانية الإسلامية منصب رئيس الوزراء مستشارا للرئيس المحافظ والبراغماتي هاشمي رافسنجاني ” 1989-1997 ” ثم لخلفه الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي ” 1997 -2005 “.
ويحظى موسوي الذي يتصدر اليوم واجهة الحدث الإيراني بدعم الرئيسين السابقين رفسجاني وخاتمي ويثير حماسة وإعجاب شبان المدن الذين يريدون الانتهاء مع الجمهورية الإسلامية أو على الأقل دفع النظام لمنحهم حريات أوسع.
واستفاد موسوي من عامل الانترنت وخصوصا مواقع الاتصال الاجتماعي، فصفحته على الفيسبوك تتوفر على أكثر من 66 ألف عضو .
ويبدو مير حسين موسوي مرتاحا لدور الزعامة الذي يمارسه وأظهر الرجل طيلة الأيام الأخيرة قدرا كبيرا من النشاط والحماسة ولكن مستقبله السياسي يظل مرهونا بطموحاته تجاه الحركة التي شهدتها إيران مؤخرا والمدى الذي يرغب في الوصول إليه.