صفحات أخرى

مبتكر الإنترنت بيرنز لي: البلدان النامية تتعثر بمشاكلها الإجتماعية لا التقنية و يؤكد ان 20% فقط من سكان الأرض مرتبطون به

بعد مرور عشرون عاما على إختراعه شبكة الإنترنت، لا يزال تيم بيرنز لي يحاول إيصالها إلى مختلف بقاع العالم، ويدافع في سبيل بقاء الشبكة العنكبوتية متاحة للجميع ومجانيَّة ولا تحتكرها طبقة معينة، اذ ان 80% من سكان الأرض لا تتاح لهم إمكانية تصفح الشبكة. ولا يخفي العالم البريطاني في كل تصريح له الإفصاح عن شعوره بالقلق من المخاطر التي تتواجد على الشبكة ” يجب أن يكون المرء واضحا عما يريد أن يفعله مع الانترنت “.

إيلاف: مع تعداد المزايا الحسنة للانترنت، لا بدّ من التوقف عند تيم بيرنرز لي، مصمم طريقة عمل الانترنت الذي يعود له الفضل في نشر الشبكة العنكبوتية حول العالم. وقد دافع بيرنرز لي في سبيل بقاء الشبكة العنكبوتية متاحة للجميع ومجانيَّة ولا تحتكرها طبقة معينة، وحقّق ما أراده وتمكّن من ربط مشارق الأرض بمغاربها وتحويل العالم إلى قرية كونية صغيرة لا تفصلها سوى الحدود الجغرافية.
إلا أّن تيم بيرنيرز لي لم يغد رجلاً ثريًا مثل بيل غيتس (رجل أعمال ومبرمج أميركي، وأغنى شخص في العالم، أسس عام 1975 شركة مايكروسوفت) أو أندريسين (مبرمج، ومخترع جافا سكربت، يعمل اليوم لدى مؤسسة موزيلا)، وإذا سئل فيما إذا كان يشعر بالغضب كونه لم يستفد أكثر ماديًا من تطوير الشبكة العنكبوتية، كما فعل غيره، يجيب قائلاً: “لقد اتخذت قرارات واعية حول كيفية سير مجرى حياتي، ولن يكون بودي تبديلها”. في المقابل توجه بيرنرز لي إلى الحياة الأكاديمية والإدارية في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، بدلا من أن يدير ظهره ويحجب معلوماته التكنولوجية. ومن مكتب ضئيل في المعهد يدير مشروع اتحاد شركات W3، وهي الهيئة المرجعية التي تساعد شركة “نتسكيب” و”مايكروسوفت” وأي شركة متصفحات أخرى تقبل بالبروتوكولات المفتوحة والمتداولة للإنترنت.
قال تيم بيرنز مبتكر الانترنت في حفل منحه شهادة دكتوراه فخرية في أمستردام إن الاهتمام الكبير بتصريحه الأخير حول خطئه في وضع العلامة // عند الدخول إلى موقع انترنتي لا يتناسب مع حجمه وإن هناك أمورا أكثر أهمية “تستحق منا أن نقلق عليها”.
وحسبما ذكرته صحيفة “أن. أر. سي.” الهولندية على موقعها بالإنجليزية اليوم فإن مشروعه الحالي “ويب 4 سوشيال دفلوبمنت” (الموقع 4 للتطور الاجتماعي) مكرس لتوفير الوصول إلى الانترنت في الدول النامية، وأضاف بيرنز لي: إن “هناك 20% فقط من سكان الأرض مرتبطون بالانترنت. مشروعي هو السعي لإدخال الـ 80% إليه”.
وعند سؤاله عن عن الكيفية التي يساعد فيها الانترنت الدول النامي أجاب “أن يكون المرء مرتبطا بالانترنت يعني أن من الممكن أن يكسب قدرا من المال وأنت تستطيع استخدامه لتوفير مياه صالحة للشرب أو للتعليم. من ناحية أخرى، هناك أناس يقولون إنه من غير المناسب اعطاء الأفراد في الدول النامية تسهيلا للوصول إلى الانترنت من دون توفير خدمات صحية محترمة أولا”.
وطرح مراسل صحيفة “أن. أر. سي.” على تيم بيرنز لي سؤالا عن السرعة التي ستتمكن وفقها الدول النامية من الانضمام إلى خدمات الانترنت فأجاب: “ليس بالسرعة التي حققها الـ 20% من سكان الأرض لأن البنية التحتية غير متوفرة حتى الآن لهذا الغرض. حينما ابتكرت فكرة الويب كانت الشبكة موجودة آنذاك فالكثير من الجماعات كانت مرتبطة بالانترنت لكن في البلدان النامية ليست المشكلة تقنية فقط بل هناك مشاكل ذات طبيعة اجتماعية. هل عليك أن توفر الانترنت لبيوت القرى أم في مراكزها وهل سيستفيد الناس في أفريقيا أو أميركا اللاتينية من الشبكات الاجتماعية التي تصمم اليوم للمراهقين الأميركيين؟ لعله من الأفضل أن يطوروا شبكاتهم الخاصة”.
ويؤكد بيرنز لي حول ما اذا كان سيصمم الانترنت بطريقة مختلفة لو عرف أنه سيستخدم في تسيير المفاعلات النووية قال ان ” ما نحتاج إليه هو السماح للمستخدمين بالتوثق من صحة المعلومات على الويب. أن نتمكن من تنقية المواد التافهة عن تلك التي لها أهمية. أخذ صور على الويب: أنت تريد أن تعرف إذا كانت الصور تم تحريفها مثل تلك الصور من العراق حيث أضيف دخان لها وهو لا يتعلق بالمعلومات بل يجب أن يكون المرء واضحا عما يريد أن يفعله مع الانترنت”.
وحول أسباب رغبته بربط البيانات بعضها ببعض قال بيرنز لي إن “هناك تقاعسا لدى الحكومات في وضع البيانات على الانترنت. لكنك إذا ربطت كل المعلومات معا فإنها ستصبح ذات قوة كبيرة. نحن من التجربة عرفنا أن الناس يستطيعون الحصول على المعلومات من الانترنت ويستخدمونها بطريقة لا تخطر على البال. وهذه هي القيمة المضافة للانترنت”.
وتزايدت جماهيرية تلك الخدمة وباتت مقصدًا ووسيلة أساسية لكبريات الشركات والمؤسسات بل والدول قبل الأفراد. ولكونها سلعة تتاح للجميع ويسهل لأي شخص الوصول إليها، كان لابد وأن تتحول لسلاح يستخدم في الخير وفي الشر، وبالفعل تزايدت وتيرة استخدامه في نشر الأكاذيب والترويج للخرافات والفضائح غير الصحيحة وبخاصة خلال السنوات القليلة الماضية بعد أن حولته بعض الجهات المجهولة لوسيلة تنشر من خلالها أفكارا مسمومة وأخباراً لا تمس بأي شكل من الأشكال لأرض الواقع.
ونقلت صحيفة الدايلي ميل البريطانية عن السير بيرنز لي أن الإيميلات والمواقع التي تروج لخرافة أن تجربة محاكاة الانفجار الكوني العظيم ستؤدي لتكوين فجوات سوداء قادرة على إلتهام الأرض هي خير مثال علي الاستخدام السيئ.
ولا يخفي العالم البريطاني شعوره بالقلق من مخاطر تتواجد على الشبكة، وقال لـ”سويس إنفو”، خلال مقابلة سابقة: “من المهم أن تكون المعلومات سَليمة وأن لا يتم التطفل عليها عبر الإنترنت”، وأشار إلى أن هناك نظـمًا جديدة على الإنترنت، تقوم بالتقاط عادات الأشخاص الذين يستخدمون الشبكة العنكبوتية بالتفصيل، ومن ثم، تكوين معلومات عن هؤلاء الأشخاص، “هذا النوع من التطفل يجب أن يتوقف”.

عن اختراع بيرنز لي للويب:

في الـ 6 من آب / أغسطس ، عام 1991 ، تم نشر مشروع الشبكة العالمية “الويب” والتي تم اختراعها من قبل العالم الانكليزي “تيم بيرنرز لي” في عام 1989 في المختبر الأوروبي للفيزياء والجزيئات “CERN “الذي يقع على الحدود بين فرنسا وسويسرا.
كان بيرنرز لي مولعًا بالبرامج التي تتعامل مع المعلومات بطريقة المخ البشري نفسها، ولكن تلك البرامج بالطبع تستطيع أن تحسن من أدائها عن عقلنا البشري الذي يسهل إجهاد ذاكرته لذا قام بابتكار برنامج يستطيع، كما قال عنه بنفسه، أن يتبع كافة الملاحظات التي تطرأ على الإنسان في حياته الحقيقية، سمى بيرنرز لي ذلك البرنامج Enquire أو “المستعلم”، وقام بتصميم منظومة عناوين تستطيع أن تعطي لكل صفحة ويب مكانا متميزا بها أو url أو “محدد عالمي للمصدر” ثم قام بربط ونسج مجموعة من القواعد التي تسمح لتلك الملفات أن ترتبط بعضها ببعض على الحاسبات عبر الإنترنت، وسمى تلك المجموعة من القواعد HTTP أو “بروتوكول نقل النص الفائق”.
يؤكد انالشبكة العنكبوتية لم يكن لها وجود لو لم يستفد من خبرات الآخرين ويبدأ من حيث انتهوا، “فالشبكة موجودة من قبل والويب موجود، ولكن أنا عدلت عليها قليلا وهكذا أصبحت،  لذا أنا لا أنسب اختراع الويب لي بل لكل الأشخاص الذين ساهموا بعلمهم إلى أن توصلت لعمل نظام لتبادل الملفات باستخدام
ايلاف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى