نساء سورية: رسالة مفتوحة إلى منظمات وجمعيات حقوق الإنسان والمرأة في سورية
العزيزات والأعزاء
خلال معركة النسخة الأولى من مشروع تفتيت سورية، قمنا بتوجيه رسائل عدة لكم، كل منظمة على حدة، واستخدمنا كل الإمكانيات المتاحة لتحقيق التواصل معكم بهدف العمل معا بشراكة حقيقية ضد الهجمة الأصولية على المرأة السورية بخاصة، والمجتمع بعامة.
إلا أنه، للأسف، لم يلق المشروع منكم أي صدى. وفيما ظننتم أنكم صامتون، كنتم تشاركون بصمتكم في صياغة مستقبل أسود مظلم معادي لحقوق الإنسان في سورية.
اليوم تظهر النسخة الجديدة السوداء أيضا من المشروع نفسه.
وكما هو واضح جدا، تعادي هذه النسخة، مثلما عادت النسخة السابقة، حقوق الإنسان من حيث الشكل والجوهر، وتتناقض مع كل الإعلانات والاتفاقيات الدولية التي تشكل الأساس في عملكم ووجودكم، ابتداء من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وليس انتهاء باتفاقيات مناهضة كافة أشكال العنف والتمييز ضد المرأة، واتفاقية حقوق الطفل.
إن موقفكم الصامت لم يعد مقبولا اليوم. وهو يتناقض مع وجودكم ذاته، ومع اسماء منظماتكم واهدافها المعلنة. كما يتناقض مع كل المؤتمرات وورشات العمل التي تحضرونها باستمرار تحت مسميات مختلفة تقع في دائرة “حقوق الإنسان”، وهي الورشات والمؤتمرات التي يفترض أنها قد ساعدت على تطوير مواقفكم ومهاراتكم في مواجهة هذا الانتهاك الفظ لحقوق الإنسان، مثلما الانتهاكات الأخرى المختلفة.
وثقة منا أن ما حدث لم يكن سوى خطأ، فإننا نأمل منكم اليوم أن تكونوا شركاء على قدر المسؤلية تجاه ما يجري، وأن لا تكتفوا بإعلان موقف صريح رافض لهذا المشروع والمؤامرة التي تقف وراءه، بل أن تعملوا وتركزوا اهتمامكم على انتزاع هذا الفكر المعادي لحقوق الإنسان من كافة مفاصل ونصوص القانون السوري.
ونرغب هنا بالتوضيح أن تدبيج الرسائل المواربة والخجولة لهذا المسؤول/ة أو ذاك، وبغض النظر عن أهميته، ليس له أية قيمة مطلقا، ولا يعتد به، ما لم يعلن بكل وضوح للملأ. فالعمل الذي يدعي أنه مهتم بالشأن العام، هو فقط العمل الذي يراه الناس عموما. أما ما “تحت الطاولة” فهي مجرد اداعاءات لا هدف لها سوى ذر الرماد في العيون.
ونود بهذا الصدد أن نؤكد أننا سنعمل بعلانية وشفافية تامة، وبالتالي فإننا سوف نعبر عن رأينا بصراحة ووضوح ليس فقط ضد المشروع الأسود، بل من كل الداعمين له سواء دعما علنيا، أو دعما عبر الصمت. وفي هذا السياق سوف لن نوفر جهدا في فضح كل الجهات التي تشارك في تدمير المجتمع السوري، بما في ذلك تقديم شكاوي رسمية إلى لجان حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، ولجان حقوق الإنسان الدولية، تشرح بالتفصيل ماذا يجري، وموقف الجهات المختلفة من هذا المشروع المنتهك لأبسط حقوق الإنسان في سورية.
إننا ننتظر منكم/ن النهوض بمسؤولياتكم التي تفرضها عليكم التزامات اسمكم نفسه، وأهدافكم نفسها. فقد حان الوقت لكي تعطوا مجتمعكم بعضا من اهتمامكم.