نبيل الملحم

سارقة وحمارة.. سارق وحمار

نبيل الملحم
أن يبدأ شاب حياته (الشعرية) بسرقة نتاجات شعراء آخرين فهذا سؤال، وأن يبدأ صحفي شاب بسرقة نتاجات صحفيين أخرين فهذا من استكمالات المصيبة، وان يسرق الأحياء أحياء مازالوا يحتلون الذاكرة كما صنعت شاعرة لهلوبة سطت على قصائد لمحمد مهدي الجواهري فهذا (هبل)، وان يذهب استاذ جامعي لنسخ بحث لاستاذ جامعي آخر، فهذا من المعمول به والدارج في حياتنا الفانية، وان يتم التستر على كل هذا وذاك فهذا تهبيط لحائط الفكر والأدب الواطئ من اساسه واجهازا على الحد الأدنى من هيبة هذا الجدار الذي يقفز فوقه كل عاطل عن العمل، وأن لايفهم المثقفون حقوقهم ويحترمونها ويدافعون عنها فهذه ذروة التسليم بالفساد وهم الذين لايدخرون من أيامهم شيئا سوى الحديث والتنكيل بفساد الآخرين، وأن يتحول السطو على الكلمة الى (مباح) للجميع فهذه (عادة) والخوف أن تتحول الى قاعدة، وأن يكتب كاتب لكاتب وبالأجرة، فهذا تكريس لفقر الأول المالي ولفقر الثاني الأخلاقي، وكل مجموع الـ (وأن) هذه باتت جزءا من الثقافة السورية، وجزءا من المعمول به خصوصا في قطاع الدراما التلفزيونية، ومثالها كما اورد التحقيق المنشور في هذه الصفحة والذي تقصاه محمد ديبو، وفي الدراما ثمة مايبرر، ومايبرر هو التالي:
– سيطرة مؤسسات الانتاج التلفزيوني على الكاتب ، بما سمح للكاتب أن يعتقد أنه الملحق بكل الأعمال التلفزيونية، فصاحب الشركة في المقعد الأول، والمخرج في المقعد الثاني، وفي تسلسل المقاعد الممثلة النجمة والممثل النجم ومدير الانتاج ومنفذو الانتاج، و(تبع) السندويشات، وتبع تأمين البنات، وكلهم في المقاعد الاولى باستثناء الكاتب الذي يبدو وكأنه (تعمشق) على السلم الخلفي للحافلة، بما يسمح له ان يتكرس كثانوي، وأن يقبل بأن يكون كذلك خصوصا ان كان خجولا كوليد معماري، ومؤدبا ككاتب يكره المعارك و (بايعها) كثالث لن نذكر اسمه، وكلهم يتواطؤون على انفسهم، بقبول موقعهم كضحايا، والعزاء الوحيد لهؤلاء مجتمعين أنهم ينالون قسطا من الخبز ربما اكبر قليلا من مسروقين آخرين خصوصا الباحثين والشعراء الذين لاينالون كمسروقين، لاينالون بلح العراق ولا عنب الشام، كما السارقين الذين لاينالون سوى سوء السمعة وبعض المشجعين، وفي تحقيق السرقات الأدبية المنشور اليوم مايقول أن ثمة :
سارق وحمار معا.
ونقول حمار، مع احترامنا للكائن (الحمار)، ولكن حمار هنا تاتي بمعنى الرجل قليل العقل او الانثى قليلة العقل، وتصوروا المثل التالي والذي أورده تحقيق محمد ديبو :
شاعرة تسرق قصائد للجواهري.
من المسروق؟ الجواهري، وربما تقودها حمرنتها لاحقا لسرقة ابو الطيب المتنبي، أو تقودها لسرقة محمود درويش.
طيب سراقة وحمارة؟
وشاعر شاب، ابتدأ بالأمس، ولاقى ترحيبا لفت الأعناق اليه، بسبب من كثرة مرضعية يتحول الى سارق.. وسارق لمن ؟ لزميل له في عمره ويقطع الطريق على اسمه ومن اول حياته.
-وهذا حمار أيضا.
يبدو أن المشكلة ليست في السرقة وحدها .. السرقة و كيف لاتكون حمارا.
أتعرفون حكاية العصفور والحمار وهما في رحلة على الخطوط الجوية الفرنسية .
ابحثوا عن النكتة ولكن سأقول خلاصتها :
يقول العصفور للحمار :
-اللي بدو ياكل هوى لازم يعرف كيف يطير.

شاكو ماكو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى