وزارة الثقافة السورية تمنع عرض فيلم جديد وتهدد مثقفين بالسجن
هدد مسؤول حكومي سوري منظمي مهرجان محلي بالسجن بعد أن منعت وزارته عرض أحد الأفلام بذريعة احتواءه على مشاهد عري.
وعلمت “كلنا شركاء” من مصادر ذات صلة أن أحد معاوني وزير الثقافة السوري هدد القائمين على “ملتقى دمشق للرقص المعاصر DCDP” الأسبوع الماضي بالزج بهم في السجن على خلفية منع وزارته عرض أحد الأفلام المدرجة ضمن نشاطات التظاهرة الثقافية المذكورة.
وأصدر المكتب الإعلامي لملتقى دمشق الثاني للرقص المعاصر في وقت سابق بيانا صحفيا تلقت “كلنا شركاء” نسخة منه، قال فيه إنه يعتذر عن عرض فيلم “قهوة مولر” للكوريوغراف الألمانية “بينا باوش”، والذي كان مدرجا ضمن نشاطات المهرجان ليوم الخميس 29 نيسان بمناسبة يوم الرقص العالمي، و ذلك “لأسباب خارجة عن إرادتنا”، بحسب تعبير البيان.
وجاء إلغاء عرض الفيلم في أحد صالات “دار الأوبرا” السورية بعد اعتراضات وجهتها وزارة الثقافة على مضمونه، وزعمها بوجود “مشاهد عري” فيه. غير أن معاون وزير الثقافة السوري رياض نعسان آغا تمادى في حديثه أثناء تبليغه إدارة المهرجان قرار الوزارة منع عرض الفيلم المذكور ليصل حد تهديد القائمين على المهرجان بالسجن فيما إذا أصروا على إبقاء الفيلم ضمن جدول العروض المقررة.
وهذه هي الحادثة الثانية من نوعها التي يتم الكشف عنها ويلجأ فيها مسؤول حكومي سوري إلى توجيه تهديدات من هذا المستوى بحق شخصيات عامة في الحقل الثقافي داخل البلاد.
إذ سبق لوزير الإعلام السوري محسن بلال أن هدد منذ شهرين تقريبا خلال مأدبة عشاء أقامتها “يوجي” (المجموعة المتحدة) رئيس تحرير صحيفة “الخبر” الخاصة بالسجن متهما إياه بخيانة بلاده، ذلك بحضور مئات من الصحفيين السوريين الذين التزموا الصمت حينها.
ومنعت وزارة الثقافة السورية أوائل العام عرض خمسة أفلام أخرى ضمن تظاهرة “قافلة بين سينمائيات” لأسباب مجهولة، وكانت الأفلام في حينها هي: “أنا التي تحمل الزهور إلى قبرها” للسوريين هالة العبد الله وعمّار البيك، و”هيدا لبنان” للبنانية إليان الراهب، و”خذني إلى أرضي” للأردنية ميس دروزة، و”الكاميرا المظلمة” للأرجنتينية ماريا فيكتوريا مينيس، و”عبور المضيق” للإسبانيين إيفا باتريثيا فيرنانديز وماريو دي لا توري.
واستضاف “ملتقى الرقص المعاصر” خلال الأسبوع المنصرم عروضا راقصة لفرق عالمية كبيرة مثل “ساشا فالس” الألمانية، و”آلتا رياليتات” الإسبانية، و”لينغا” السويسرية ، إضافة إلى عرضين سوريين هما “عزلة” و”بزل- تركيب”، لكل من “إياس مقداد” و”علاء كريميد”.
ويقام “ملتقى الرقص المعاصر” في دمشق ضمن سلسلة مهرجانات شبكة “مساحات للرقص المعاصر”، و التي هي تجمع كل من مسرح “مقامات” للرقص المسرحي ( لبنان)، و”سرية رام لله الأولى” (فلسطين) ، و”المركز الوطني للثقافة والفنون” (الأردن)، و “تجمع تنوين” للرقص المسرحي (سورية)، وبدعم من عدد من السفارات الأوروبية في سورية
كلنا شركاء