صفحات أخرى

ستيفن هوكينغ: الفيزياء الحديثة تنفي وجود خالق للكون

العلماء والخبراء يردّون على هوكينغ بشأن غياب الخالق
صلاح أحمد من لندن
أخطر على الدين من هوبكينز بسبب حساباته المدروسة الهادئة
أثارت نظرية العالم الفيزيائي الانكليزي الشهير ستيفن هوكينغ حول غياب الخالق، قدرًا هائلاً من الجدل وسط العلماء من أهل العلوم وأهل الدين والعامة على حد سواء، وذلك ليس بسبب أنها محاولة لإثبات اللا شيء (غياب خالق للكون) وحسب، وإنما لأن نجاحها يعني أيضًا نسف الأديان كثقافة ظلت تنظم حياة البشر منذ عقود.
رفع العالم الفيزيائي الانكليزي الشهير ستيفن هوكينغ درجة حرارة الجدل بين العلوم والدين بقوله في كتابه المقبل «المشروع العظيم»إن الفيزياء الحديثة لا تتفق على الإطلاق مع القول إن للكون خالقًا.
ويقول في الكتاب، الذي كتبه بالاشتراك مع الفيزيائي الأميركي لينارد ملوديناو وسينشر في التاسع من الشهر الحالي، إنه مثلما أزاحت النظرية الداروينية الحاجة الى خالق في مجال علم الأحياء (البيولوجي)، فإن عددًا من النظريات الجديدة أحالت أي مفهوم لخالق للكون مفرّغًا من المعنى إذ لا حاجة الى خالق في المقام الأول.
في كتابه، الذي احتكرت صحيفة «تايمز»البريطانية نشر مقتطفات مهمّة منه الخميس الماضي، يعلن هوكينغ أيضًا موت الفلسفة كعلم. ويقول إن الفيزياء توشك الآن على كتابة «نظرية كل شيء»أو «النظرية الشاملة»القادرة على شرح خاصيات الطبيعة كافة. ولطالما بقيت نظرية كهذه، يمضي قائلا، حلما يراود الفيزيائيين منذ زمن آينشتاين، لكن المشكلة ظلت هي المصالحة بين نظرية الكم quantum theory، التي تشرح عالم ما تحت الذرة، مع الجاذبية التي تشرح الكيفية التي تتداخل بها الأشياء على المستوى الكوني.
ويقول هوكينغ إن «نظرية إم» M-theory (المشروحة في الإطار) – وهي تقع بين ما يعرف بـ«نظريات الأوتار» – هي التي ستحقق هذا الهدف. ويكتب قائلا: «نظرية إم هي النظرية الموحدة التي كان اينشتاين يأمل في العثور عليها. وثمة انتصار عظيم يتمثل في حقيقة أننا، نحن البشر – وكوننا مجرد مجموعات من الجزئيات الأساسية للطبيعة – قادرون على أن نصبح بكل هذا القرب من فهم القوانين التي تحكمنا وتحكم الكون المحيط بنا».
ويمضي هوكينغ قائلاً إن “نظرية إم” تتعدى مجرد كونها معادلة رئيسة لتصبح «عائلة بأكملها من النظريات التي تعيش جنبا الى جنب داخل إطار نظري متماسك.. تمامًا كمختلف الخرائط السياسية والجغرافية والطوبوغرافية التي تصف رقعة ما على الأرض كل منها في مجال تخصصه ولكن بدون ان يناقض بعضها بعضًا. هذه هي الحال الذي ستؤول اليها نظرية إم عندما يتعلق الأمر بمختلف مظاهر العالم المادي».
ويذكر أن هوكينغ كان قد أعلن قبل حوالى العقد أن احتمال التوصل لتلك النظرية الشاملة ممكن خلال السنوات العشرين المقبلة بنسبة 50 في المئة. ويبدو أنه، بعد عشر سنوات، على وشك تقديمها في كتابه الذي سيرى النور خلال أيام.
الخلق من عدم
استنادًا الى كل هذا يقول هوكينغ: «لأن ثمة قانونًا مثل الجاذبية، صار بمقدور الكون أن يخلق نفسه من عدم. والخلق العفوي هذا هو السبب في ان هناك شيئًا بدلاً من لا شيء، وفي وجود الكون ووجودنا نحن». ويمضي قائلاً: «عليه يمكن القول إن الكون لم يكن بحاجة الى إله يشعل فتيلا ما لخلقه»، وإن ما يعرف باسم «الانفجار الكبير» لم يكن سوى عواقب حتمية لقوانين الفيزياء. ويضيف أن الأرجح هو وجود أكوان أخرى تسمى «الكون المتعدد» خارج مجموعتنا الشمسية. «فإذا كانت نية الإله هي خلق الجنس البشري، فهذا يعني أن ذلك الكون المتعدد بلا غرض يؤديه وبالتالي فلا لزوم له.
معترضون
من المحتم لأقوال كهذه أن تثير قدرًا هائلاً من الجدل وسط العلماء من أهل العلوم وأهل الدين والعامة على حد سواء. وهذل ليس بسبب أنها محاولة لإثبات اللا شيء (غياب خالق للكون) وحسب، وإنما لأن نجاحها يعني أيضًا نسف الأديان كثقافة ظلت تنظم حياة البشر منذ ظهورهم على الأرض.
وكان من الطبيعي أن يرحب شخص مثل عالم الأحياء البروفيسير البريطاني رتشارد دوكينغز، الذي اشتهر بكتابه «وهم الإله»(2006)، بنظرية هوكينغ انطلاقا من إلحاده المعلن. لكن آخرين من المفكرين والعلماء والكتاب دخلوا حلبة الجدل بين متحفظ ومعارض وقارع لنواقيس الخطر. ونقتطف في ما يلي طائفة من آرائهم:
* تكتب روث غليدهيل، محررة الشؤون الدينية بصحيفة «تايمز» منذ العام 1989 التي قدّمت للمقتطفات من الكتاب المقبل: عندما يتعلق الأمر بالدين، فإن ستيفن هوكينغ هو صوت العقل (مقارنة بنوع الجدل الذي قذف برتشارد دوكينغز الى مقدمة صفوف المجادلين بشأن الخالق). ولذا فإن حجة هوكينغ، على المدى البعيد، ستكون على الأرجح هي الأكثر خطورة على الدين بسبب حساباته الهادئة والمدروسة بشكل أفضل مما قدمه هوبكينز في كتابه «وهم الإله».
وتمضي قائلة: «في ما مضى كان هوبكينغ يتساءل عما إن كان بوسع العلوم في يوم ما أن ترفع النقاب عن عقل الخالق. لكنه يقول الآن إن الدين والعلوم ضدّان تستحيل المصالحة بينهما. ويرجع هذا الى أن الدين يقوم على السلطة، بينما تقوم العلوم على الملاحظة والعقل التحليلي ولهذا فهي السبيل الوحيدة أمامنا.
وتختتم غليدهيل حديثها قائلة: «المؤمنون حول العالم سيقرؤون كتابه باهتمام وربما بخليط من التعجب والإعجاب. لكنهم، حال إتمامهم قراءته، سيتوجهون الى الصلاة… ليس لأن الإيمان منطقي، وإنما لأنه السبيل الوحيدة أمامهم».
* جورج إيليس، البروفيسير في جامعة كيب تاون ورئيس «الجمعية الدولية للعلوم والدين» يقول إن السؤال لا يتعلق بما إن كان هوكينغ على خطأ أو صواب. ويعلن: «مشكلتي الكبرى مع ما ذهب اليه هي أنه يقدم للجمهور أحد خيارين: العلوم من جهة والدين من الجهة الأخرى. وسيقول معظم الناس: «حسنا.. نختار الدين»، وهكذا تجد العلوم أنها الخاسرة».
* فرانك كلوز، وهو مثل هوكينغ فيزيائي نظري بجامعة اوكسفورد يذهب الى القول: «بالنظر الى العدد الهائل من النجوم والكواكب في الكون المعروف لدينا، فيمكن التساؤل حول فعالية أي خالق لها. ولكن إذا كان الغرض الوحيد هو خلقي وخلقك وخلق ستيفن هوكينغ، أما كانت مجموعة شمسية واحدة تكفي لذلك؟ نظرية إم (التي بنى عليها هوكينغ نتائجه) لا تزيد الى الجدل حول الخالق ولا تنقص منه ولو بقدر مثقال ذرة».
* غراهام فارميلو، بروفيسير الفيزياء النظرية بجامعة نورثيسترن الأميركية وكبير الباحثين بالزمالة في متحف العلوم بلندن يقول: «يبدو أن هوكينغ يعتقد أن بالوسع تبني نظرية إم بدلا عن فكرة وجود خالق للكون. والخبراء يطمئنونا الى الاحتمالات الهائلة التي تفتحها هذه النظرية، وأنا على استعداد لتصديقهم. لكن إحدى المشاكل الكبرى المتعلقة بهذ النظرية هي أن اختبارها يظل غاية في العسر الى أن يتمكن الفيزيائيون من بناء مسرِّع للجزيئات في حجم مجرّة كاملة».
ويضيف فارميلو قوله: «حتى لو استطاع هؤلاء إيجاد بديل لهذا المسرّع ونجحت نظرية إم في كل الاختبارات، ستظل أسباب الترتيب الحسابي الكامن في قلب الترتيب الكوني لغزًا غامضًا لا يخضع للتفسير. من الطبيعي أن يجتذب موضوع الدين والعلوم أعدادًا هائلة من الناس، ولذا فهو أفضل نوع من الدعاية والوسيلة الأسرع لبيع كتاب ما».
* بن ميلر ممثل وكوميدي بريطاني يعتبر فيزيائيا أيضا. وهو يتناول الأمر من زاوية خفيفة نوعا بقوله: «نظرية إم غامضة الى حد أن لا أحد يعلم ما الذي يشير اليه حرف إم هذا. (…) وهي توحي بأن ثمة 11 بعدًا زمنيًا – مكانيًا في الكون، وأن هذه الأبعاد هي التي تقرر ترتيب الثوابت الأساسية في الطبيعة… لكن ما هو السبيل لفهم هذه الأبعاد وهذا الترتيب؟ لا فكرة لدي!».
ويمضي قائلاً: «ظلت الفيزياء تجتذبني لأن لي نهما بما تفرزه العقول العظيمة المشتغلة في مجالها. لكنني لا أريد فهم تفاصيل جاذبية الكم ودواخلها. أريد أن استمتع بالتأمل في صعوبتها وكونها عصيّة على الفهم وقصيّة عنا… مثل طفل ينظر الى النجوم في السماء. ولهذا فسيظل سر الكون كما هو بغض النظر عن محاولات الإنسان رفع النقاب عن مسألة الخلق. والنسبة لمعظمنا، فإن أسرار الطبيعة عديمة الفائدة في أيدينا على أي حال».
ستيفن هوكينغ: الفيزياء الحديثة تنفي وجود خالق للكون
صلاح أحمد من لندن
يقدم العالم ستيفن هوكينغ في كتابه الجديد نظرية جديدة شاملة تفضي الى أن الإطار العلمي الكبير لا يترك حيزا لخالق للكون.
تعرّف الموسوعة الحرة “ويكيبيديا” العلّامة الانكليزي الشهير ستيفن هوكينغ بأنه “من أبرز علماء الفيزياء النظرية على مستوى العالم، درس في جامعة أكسفورد وحصل منها على درجة الشرف الأولى في الفيزياء، وتابع دراساته في جامعة كامبريدج للحصول على الدكتوراة في علم الكون. له أبحاث نظرية في هذا العلم وأبحاث في العلاقة بين الثقوب السوداء والديناميكا الحرارية، وله دراسات في التسلسل الزمني”.
وفي مقال إنفردت به صحيفة “تايمز” البريطانية الخميس يخلص هذا العالم الى القول إن الفيزياء الحديثة لا تترك مجالا للإيمان بأي خالق للكون.
ويقول إنه مثلما أزاحت النظرية الدارونية الحاجة الى خالق في مجال علم الأحياء “البيولوجي”، فإن عددًا من النظريات الجديدة أحالت أي دور لخالق للكون عديمة الجدوى والحقيقة.
وكانت الصحيفة تنقل حديث البروفيسير هوكينغ من كتابه المقبل The Grand Design “المشروع العظيم” الذي احتكرت نشر مقتطفات منه على صفحات ملحقها “يوريكا” الخميس. ويسعى فيه العالم الانكليزي للإجابة على السؤال: هل كان الكون بحاجة الى خالق؟ ويقول: “الإجابة هي: لا! وبعيدا عن كون الأمر حادثة لا يمكن تفسيرها الا بأنها تأتت على يد إلهية، فإن ما يعرف باسم “الانفجار الكبير” لم يكن سوى عواقب حتمية لقوانين الفيزياء”.
ويقول هوكينغ: “لأن ثمة قانونا مثل الجاذبية، صار بمقدور الكون أن يخلق نفسه من عدم. والخلق العفوي هذا هو السبب في ان هناك شيئا بدلا من لا شيء، وفي وجود الكون ووجودنا نحن”. ويمضي قائلا: “عليه يمكن القول إن الكون لم يكن بحاجة الى إله يشعل فتيلا ما لخلقه”.
وتقول “تايمز” إن أهمية كتاب البروفيسير هوكينغ تنبع من كونه نكوصا تاما عن آرائه المنشورة سابقا في أمر الأديان. ففي كتابه A Brief History of Time “تاريخ موجز للزمن” الذي أصدره العام 1988، لم يعترض البروفيسير على المعتقدات الدينية، وأوحى بأن فكرة الإله الخالق لا تتعارض مع الفهم العلمي للكون. وقال في ذلك الكتاب: “إذا اكتشفنا نظرية مكمّلَة، تيسر لنا الانتصار النهائي العظيم للعقل البشري، إذ سيكون بوسعنا أن نحيط علما بعقل الخالق”.
ولكن الكتاب الأخير “المشروع العظيم”، الذي كتبه البروفيسير هوكينغ بالاشتراك مع الفيزيائي الأميركي لينارد ملوديناو وسينشر في التاسع من الشهر الحالي أو قبل أسبوع من زيارة بابا الفاتيكان لبريطانيا، يقدم نظرية جديدة شاملة تفضي الى أن الإطار العلمي الكبير لا يترك حيزا لخالق للكون.
ويعيد الكتاب تركيب معتقدات السير آيزاك نيوتن القائلة إنه ما كان للكون أن ينشأ عن فوضى، فقط بسبب قوانين الطبيعة، ولذا فهو من خلق إله. ويقول هوكينغ إن الضربة الأولى التي تلقتها تلك المعتقدات جاءت في العام 1992 بتأكيد أن كوكبا ما يدور في فلك نجم بخلاف الشمس. ويقول: “متصادفات الأوضاع الكواكبية – الشمس الواحدة، وحسن الطالع المتمثل في المسافة الصحيحة بين هذه الشمس والأرض، وكتلة الشمس نفسها – تنقص كثيرا من عنصر الإثارة وعنصر الإقناع المتصلين بأي دليل على أن الأرض صممت على نحو يهدف إلى إرضائنا نحن البشر”.
ويقول البروفيسور هوكينغ إن الأرجح هو وجود أكوان أخرى تسمى “الكون المتعدد” – وليس مجرد كواكب أخرى – خارج مجموعتنا الشمسية.
ويضيف قوله إنه “إذا كانت نية الإله هي خلق الجنس البشري، فهذا يعني أن ذلك الكون المتعدد بلا غرض يؤديه وبالتالي فلا لزوم له”.
ومن جهته رحب عالم الأحياء، البروفيسير البريطاني الملحد ريتشارد دوكينغز الذي اشتهر بكتابه “وهم الإله” (2006)، بنظرية البروفيسور هوكينغ قائلا: “هذه هي الداروينية متعلقة بنسيج الطبيعة نفسها وليس مجرد الكائنات الحية التي تعيش في إطارها، هذا هو ما يقوله هوكينغ بالضبط. لست ملماً بكل تفاصيل الفيزياء لكنني افترضت الشيء نفسه على الدوام”.
لكن علماء آخرين أبدوا حماسة أقل، مثل البروفيسير جورج إيليس، البروفيسير في جامعة كيب تاون ورئيس “الجمعية الدولية للعلوم والدين”. فهو يقول: “مشكلتي الكبرى مع ما ذهب اليه هوكينغ هي أنه يقدم للجمهور أحد خيارين: العلوم من جهة والدين من الجهة الأخرى”. وسيقول معظم الناس: “حسنا.. نختار الدين”.، وهكذا تجد العلوم أنها الخاسرة”.
النظرية الشاملة
ما هي “نظرية إم”؟
“نظرية إم” التي يستند اليها البروفيسير ستيفن هوكينغ في زعمه أن الفيزياء الحديثة تنفي وجود خالق للكون معقدة باعتراف العديد من علماء الفيزياء أنفسهم وتحتاج إلى الكثير من البحث والدراسات حتى يصبح بالوسع إضاءة كل جوانبها. وفي ما يلي النقاط الرئيسة التي أوردتها النسخة العربية من الموسوعة الحرة «ويكيبيديا» لشرحها:
“نظرية إم” واحدة من الحلول المقترحة لـ«نظرية كل شيء» أو «النظرية الشاملة» التي يفترض بها أن تدمج نظريات الأوتار الفائقة Superstrings الخمس مع الأبعاد الأحد عشر للجاذبية الفائقة Supergravity. وكان الفيزيائي النظري الأميركي، إدوارد ويتن، أحد أبرز مطوريها من خلال نظريات الأوتار الفائقة. لكنه يقول إنها مازالت بحاجة للكثير من العمل الرياضي وإيجاد أدوات رياضية جديدة لتطوير وإدراك مضامين هذه النظرية.
يذكر أن ان نظرية الأوتار نفسها محاوله لتوحيد القوى الأساسية الأربع (الكهرومغناطيسية، والنووية القويه، والنووية الضعيفة، والجاذبية) في عشرة أبعاد وتظل هي الأمل الوحيد في توحيدها والدمج ما بين ميكانيكا الكم التي تصف القوى الثلاث والنسبيه العامة التي تصف الجاذبيه.
ولكن لماذا ظهرت “نظرية إم”؟ جاءت “نظرية إم” بعد ظهور خمس معادلات في نظرية الاوتار بالتالي خمس نظريات أوتار سميت نظرية الاوتار الفائقة وكل واحده منها تصف شيئا محددا. فكانت هذه بحد ذاتها مشكله إذ أن الأمثل هو أن تتوحد هذه النظريات في نظرية واحدة: وهذه النظريات الخمس هي: نظرية الاوتار النموذج الأول، ونظرية الاوتار النموذج الثاني A، ونظرية الاوتار النموذج الثاني B، ونظرية الاوتار HE, ونظرية الاوتار HO.
وفي البدايه كان يعتقد أن كل معادلة هي كون مستقل وكل واحد منها له نظامه الخاص. والسؤال الآخر المحير يتعلق بضعف قوه الجاذبية الأرضية؟ كيف يستطيع مغناطيس صغير رفع مسمار من الأرض رغم صغر حجمه بالمقارنة مع الأرض؟ تبين لاحقاً ان المعادلات الخمس متكافئه وعند حلول عام 1995 طرح إدوارد ويتين نظرية إم، بعد أن لخص العلاقات ما بين النظريات الخمس في ما يعرف بالازدواجيات أو الثنائيات التي تزيل الفروق مثل : ثنائية T تزيل الفرق بين المسافات الصغيرة والكبيرة وثنائية S تزيل الفرق بين التفاعلات القوية والضعيفة حتى ظهرت نظرية الجاذبيه الفائقة ومن ثم ولدت نظرية إم التي توحد الأنواع الخمس من نظرية الاوتار الفائقة.
ومع إضافة بعد آخر صار عدد الابعاد فيها 11 بعدا. ولكن كانت هناك نتيجة غريبة لهذا البعد الاضافي، فهو يسمح للوتر ان يهتز ويتمدد ليكون غشاء. ولهذا يعتقد أيضا أن حرف إم في «نظرية إم» يعني الغشاء membrane. ولهذا سميت نظرية إم أيضا بنظرية الغشاء. وتبعا لها فنحن نعيش بعالم داخل غشاء من 11 بعدا في كون مؤلف من عده أغشيه في أبعاد أكبر.
وهذه الاغشيه تتحرك حركه معقده جدا، لا نستطيع أن نشعر بها. وفي الحقيقة فإن الجسيمات التي نتكون منها لا تستطيع الانتقال والدخول إلى عدة أغشيه أخرى لأن تكوين جسيماتنا عباره عن أوتار مفتوحة، غير قادره على الانتقال، رغم أن الاغشيه (كما يعتقد) متصله ببعضها بعضا ومتداخله.
ومع ذلك فلا يوجد معنى حقيقي لحرف إم. وحتى إدوارد ويتن نفسه لا يعلم تماما معناه مع أنه قال مازحا ذات مرة إن حرف إم قد يدل على الغموض والسحر والتشويق الذي تحمله كلمة mystery الانكليزية.

ايلاف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى