صور تذكّر بجرائم عصابات النكبة: الرجـل يعـرف أن نهايتـه وشـيكة
كتب محرر الشؤون الإسرائيلية:
تحت عنوان »الصور التي تكشف السر العتيق«، أعلنت صحيفة »يديعوت أحرنوت« أنها ستنشر اليوم سلسلة صور والقصة الكاملة لعمليات إعدام الأسرى العرب على أيدي القوات الإسرائيلية في حرب العام .١٩٤٨
وأشارت الصحيفة إلى أن ما ستنشره، بما في ذلك صورة نشرتها أمس على صفحتها الأولى، هي صور تُنشر للمرة الأولى و»تثبت ما لم نرد معرفته: قتل عربي مقيد على أيدي محاربين إسرائيليين، على ما يبدو أثناء حرب الاستقلال«.
وكتبت »يديعوت« أن الصور التي وقعت بين أيديها، بعدما كانت محفوظة لدى ضابط إسرائيلي توفي مؤخراً، قادتها إلى إجراء تحقيق صحافي واسع، مع العشرات من مقاتلي قوات »سرايا السحق« المعروفة باسم »البلماخ« والهاغاناه ووحدات الاستخبارات آنذاك، والتي كانت تعرف باسم »شاي«، معززة مادتها بشهادات من مؤرخين وخبراء.
وقال الصحافيان، اللذان أعدا التحقيق، أن هؤلاء »نشروا أمامنا فصلا مظلما في تاريخ الصراع اليهودي ـ العربي قبل وفي إطار إقامة الدولة«.
وبكلمات تصوّر »الفصل المظلم« الذي تحدثا عنه، كتب الصحافيان أن »التعبير على وجه المحكوم بالإعدام، التقطته عدسة التصوير. جبين الرجل مجعد. قبضتاه متوترتان ملتصقتان بصدره، يخيل لوهلة انه يستند إلى عصا. كلا. الرجل يعرف أن نهايته وشيكة. لغة جسده تقول ذلك«.
ورجح الصحافيان أن تكون هي »المرة الأولى التي تنشر فيها صور إعدام لعربي على أيدي مقاتلين إسرائيليين. سلسلة صور بالأبيض والأسود.. صور توثق، بشكل تقشعر له الأبدان، آخر لحظات الحياة«.
وروى الكاتبان تصورهما لما جرى »في البداية يدير العربي، الذي يلبس جلباباً صوفيا وحافي القدمين، نقاشا مع المقاتلين الذين يحتجزونه. ويبدو أنه يحاول أن يشرح ـ أو يبرر ـ شيئا ما. في الصورة، في سياق السلسلة، يقف إلى جانبيه إسرائيليان. احدهما يوجه نظرة إلى الكاميرا ويبتسم. صورة أخرى: قماشة تعصب عيني الرجل. صورة أخرى: احد المقاتلين يرفع سلاحه. على مسافة بضعة أمتار منه يقف العربي، والى جانبه مقاتل آخر. كلمات أخيرة؟ وصورة نهاية: جثة وبركة دماء. من ضغط على الزناد؟ من أصدر الأمر؟ من كان الضحية؟ أين حصل هذا، ولماذا؟«
وبحسب الصحيفة فان الحدث وقع أغلب الظن أثناء »حرب التحرير« التي اندلعت في تشرين الثاني ،١٩٤٧ وانتهت في تموز .١٩٤٩ الصور التي توثقه بقيت على مدى عشرات السنين في علبة أحذية قديمة، في بيت خاص، بين مئات الصور العائلية. الرجل الذي احتفظ بها، ضابط كبير سابق في الجيش، توفي مؤخرا، ولا احد سمع منه في أي ظروف التقطت هذه الصور. كما أن أحدا لا يعرف لماذا احتفظ بها كل هذه الأعوام.
الكشف بالصور عن عمليات اعدام لعرب بدم بارد ارتكبتها العصابات الصهيونية في فلسطين قبل 60 عاما
الناصرة ـ ‘القدس العربي’ – من زهير اندراوس:
للمرة الاولى في تاريخ اسرائيل، كشف النقاب امس الخميس عن صور اسرائيلية بالاسود والابيض توثق عملية اعدام مسن عربي موثوق اليدين، نفذها افراد العصابات الصهيونية في الاعوام 1947- 1949، حسبما افادت صحيفة (يديعوت احرونوت) في عددها الصادر امس الخميس.
وقالت الصحيفة تحت عنوان ‘الصور التي اردنا ان لا نراها’ انّ عملية الكشف تتم للمرة الاولى، وهي توثق بتصوير اسرائيلي عملية اعدام فلسطيني بدم بارد من قبل افراد العصابات الصهيونية، وهو الامر الذي كانت تنفيه الدولة العبرية منذ تأسيسها في العام 1948. واكدت الصحيفة في سياق تقريرها انّها ستقوم بنشر الصور الكاملة في عددها الصادر اليوم الجمعة.
وقال مراسلا الصحيفة انّ الكشف عن الصور قادهما الى عشرات من افراد العصابات الصهيونية التي شاركت في حرب الـ48، والذين كشفوا النقاب خلال الحديث معهم عن فترة قاتمة في تاريخ الدولة العبرية، على حد تعبيرهما.
واضافت الصحيفة الاسرائيلية قائلة انّه بعد وفاة احد كبار الضباط في الجيش الاسرائيلي مؤخرا، والذي لم تفصح عن اسمه، تم العثور على مجموعة متسلسلة من الصور، بالابيض والاسود، والتي توثق لحظات عملية اعدام مسن عربي اعزل ومكبل اليدين. وبحسب ما اوردته الصحيفة الاسرائيلية فانّه يستدل من احدى الصور ان المسن العربي الحافي القدمين كان يحاول ان يقول شيئا لآسريه، وفي صورة اخرى يظهر الى جانبه اثنان من افراد العصابات الصهيونية وهما مسلحان، وينظر احدهما الى آلة التصوير وهو يبتسم، وهي الصورة التي اختارتها الصحيفة لتنشرها في الصفحة الاولى.
كما تظهر صورة اخرى، نشرت في الصفحات الداخلية، احد افراد الشرطة وهو يقوم بتعصيب عيني المسن العربي، وفي صورة اخرى يرفع احد افراد العصابات سلاحه على بعد بضعة امتار، والى جانبه مسلح اخر، اما الصورة الاخيرة التي نشرت فتظهر جثة المسن العربي ملقاة على الارض وهي مضرجة بالدماء،.
وتابعت الصحيفة قائلة انّ الصور لا تظهر من ضغط على الزناد، وهوية المسن، واين وقعت وما هو السبب، وتشير الى انّه على ما يبدو، فان الصور تعود الى الفترة الممتدة بين تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 1947 وتموز(يوليو) من العام 1949. وشددت الصحيفة على انّ الصور كانت منسية في علبة احذية من الكرتون بين مئات الصور العائلية في بيت خاص، لم يكشف عنها، مؤكدة ان الصور كانت بحوزة احد كبار الضباط الاسرائيليين والذي توفي في الفترة الاخيرة. وتابعت الصحيفة قائلة ان احدا من افراد عائلة الضابط الاسرائيلي لم يعرف شيئا عن هذه الصور، والظروف التي التقطت فيها، كما لا يعرف احد لماذا حافظ على هذه الصور طوال هذه المدة. هذا ولم تشر الصحيفة لا من قريب ولا من بعيد الى تعقيب رسمي من ايّة جهة اسرائيلية رسمية.