تنصّب “روبير مينار” رئيساً لمركز حرية الإعلام بعد أن منعته سورية من دخول أراضيها
أطلقت قطر منذ يومين “مركز الدوحة لحرية الإعلام” برئاسة الناشط الفرنسي في مجال الدفاع عن الحريات الصحافية “روبير مينار” ليكون من أبرز أهدافه العمل على حماية الصحافيين في كافة أنحاء العالم.
وكان مفاجئاً للوسط الإعلامي السوري أن “مينار” الذي استقال أخيراً من رئاسة منظمة “مراسلون بلا حدود” ليتفرغ لعمله الجديد في الدوحة، هو ذاته الصحفي الفرنسي الذي منع من دخول الأراضي السورية الشهر الماضي بعد أن قضى 4 ساعات في منفذ الحدود السورية اللبنانية في انتظار الموافقة على الدخول.
وكان المركز السوري للإعلام و حرية التعبير استنكر في بيان رسمي له إقدام سلطات الهجرة و الجوازات على الحدود السورية – اللبنانية على منع مينار ووفد مرافق له من منظمة مراسلون بلا حدود من دخول الأراضي السورية. حيث كانوا ينوون القيام بزيارة تفقدية لبعض عائلات الصحفيين السوريين المعتقلين بالإضافة إلى لقاء يضم مجموعة من الصحفيين دعا إليه المركز السوري للإعلام و حرية التعبير بمقره في دمشق.
إلا أن حليفنا القطري والذي بات حليفاً استراتيجياً لسورية، احتضن رسمياً المركز كما احتضن مينار إذ أشار خبر نشرته وكالة الأنباء الفرنسية أن الاجتماع الأول لمجلسي الإدارة والأمناء لمركز الدوحة الجديد عقد في الدوحة الأربعاء الماضي برئاسة حرم امير قطر الشيخة موزة بنت ناصر المسند.
ويتكون مجلسا الإدارة والحكماء من 20 عضوا، جميعهم من كبار الساسة والمفكرين من القارات الخمس، عرف منهم رئيس الحكومة الفرنسية السابق دومينيك دوفيلبان اضافة الكاتب البرازيلي باولو كويلو, والوزير البرتغالي السابق جوزي لويس ارنو، والصحافي الاميركي ايثان برونر، ووزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس.
ومن الشخصيات العربية المشاركة في المجلسين هناك الوزير السابق اللبناني غسان سلامة والمفكر السوري برهان غليون والناشر الكويتي جاسم بودي.
ويترأس مجلس ادارة المركز الشيخ حمد بن ثامر رئيس مجلس ادارة شبكة الجزيرة فيما يراس مجلس الحكماء حمد عبد العزيز الكواري وزير الثقافة القطري.
وفيما قال “روبير منيار” في مؤتمر صحفي عقد إثر الاجتماع الأول أن المركز “سيهتم بحماية الصحافيين في جهات العالم الاربع، وليس فقط بصحافيي المنطقة”.
فيما قال رئيس الحكومة الفرنسية السابق دومينيك دوفيلبان في المؤتمر الصحافي نفسه ان من مهام مركز الدوحة لحرية الاعلام هو “الدفاع عن كل من يخدمون الاعلام، وايضا اطلاق حوار بين اعلاميي الجنوب والشمال”.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مينار أن الاجتماع الاول ناقش “خطة عمل المركز خلال الفترة القادمة، من حيث مساعدة الصحافيين المضطهدين، واستقبالهم، وتحديث التشريعات الصحافية في العالم العربي، إضافة إلى إقامة نصب تذكاري لشهداء الصحافة” بحسب ما قال مشاركون في الاجتماع.
ووصف دو فيلبان المركز بانه “مبادرة طموحة جدا “، وقال ان “اطلاقه في هذا التوقيت من الدوحة ومن الخليج ومن منطقة الشرق الاوسط، يشير الى ان العالم يتغير”.
سلطات الهجرة والجوازات السورية لم تعلن عن سبب منع روبير مينار من دخول الأراضي السورية الشهر الماضي فيما اكتفى موظفون في وزارة الإعلام السورية بالقول أن المنع جاء من (جهات مختصة) بحسب بيان المركز السوري للإعلام وحرية التعبير.
إلا أن موقع معروف بقربه من السلطات السورية نشر مقالات ينتقد فيها مينار ومنظمته مراسلون بلا حدود بعد 4 أيام من منعه دخول سورية.
إذ قال الموقع عبر مقال بقلم د.منير وسـّوف القوي حمل عنوان: (الجمعيّات ـ المؤسسات المشبوهة المشتبهة.. مؤسسة روبير مينار (مراسلون بلا حدود مثلاً) من تلك المنظمات المزدوجة الوجه ، الباطنية المقاصد ،المتعددة الوظائف ،تبعاً لطبيعة الأدوار التي توكل إليها ،وليست دائما في العلن ،ككل نشاط استخباراتي ،تحيط السريّة بحركاته ،وطبيعة مهماته . تميزت منظمة روبير منيار ( مراسلون بلا حدود) منذ ظهورها ، بميل إلى ذلك الصنف من الإعلام الصاخب ،الفضائحي ،الإنتهازي ،عالي الصوت ،مشاغب وشوارعي ،تحت شعارات أخلاقية ،ودعاوى حقوقية ،ومبادئ عامّة إنسانية ، لا يُختلف عليها…
وأضاف المقال: إنّ مواقف المنظمة المعلنة ،تضعها ،وبلا لبْس ،في الإصطفاف الدولي للـ (ميديا) التابعة ـ بلا تمويه حتى ـ لآلة الإعلام الأمريكية ، بل وفي الواجهة الصدامية لها ،وخندق استهدافها العدواني لكل دولة ،أو رأيٍّ ،أو منظمة ،تبدي ،أو يحتمل أن تبدي ،رأيّاً أو موقفاً ،يعارض أمركة العالم ،أو يحتجّ على التدخلية الأمريكية ،وسياساتها الهمايونية المتسلطة ، فعلى يمين يمين مايسمّى (بصقور الليبراليين الأمريكيين الجدد) تتموضع أدوار المنظمة…
فيما كان بيان المركز السوري للاعلام وحرية التعبير وصف مراسلون بلا حدود بأنها منظمة لخدمة المصلحة العامة تناضل يومياً ليستعيد الإعلام حقوقه و تتعاون مع أكثر من مئة مراسل لفضح الانتهاكات اليومية لحرية الصحافة في العالم… وأشار البيان إلى أن الفضل الأكبر في تسليط الضوء عالميا على قضية الصحفي السوري عطا فرحات مراسل التلفزيون السوري و جريدة الوطن السورية في الجولان السوري المحتل يعود لمنظمة مراسلون بلا حدود – على الأخص الزملاء روبير مينار و هاجر سموني – حيث قامت المنظمة بالاتصال مع محاميه و ذويه و إصدار العديد من البيانات المنددة باعتقاله و إرسال رسالة إلى وزير العدل الإسرائيلي تطالبه فيها بإطلاق سراحه فورا
أخيراً فإن روبير مينار أعلن في تصريحات لصحيفة الشرق القطرية الصادرة الاربعاء ان “فريقا من المركز سيقوم بزيارة الى المملكة العربية السعودية قريبا للتباحث حول امكانية تعديل التشريعات الصحافية هناك”.
كما اعلن عن ان “المركز سوف يطلق مشروعا طموحا في لبنان يعتمد على احترام ميثاق الشرف الخاص بالصحافة اللبنانية والذي يضمن عدم تعرض اي من صحافيي الفصائل المتناحرة بعضهم لبعض”.
ويتوقع المراقبون أن تشمل أيضاً نشاطات المركز العديد من الدول العربية ومنها سورية للعلاقات التي تربطها بقطر… فهل نتوقع أن نرى مينار يحط في مطار دمشق بطائرة أميرية قطرية…!؟ وهل نبالغ إذا توقعنا أن يستقبله وزير الإعلام السوري كما استقبل منذ أشهر عبد الباري عطوان، رئيس تحرير صحيفة القدس العربي، رغم أن وزارة الإعلام تمنع صحيفته من دخول سورية و(السلطات المختصة) تحجب موقع الصحيفة على الانترنت!؟.
كلنا شركاء