لأول مرة جائزة غرينزين الدولية تمنح للمفكر العربي طارق حجي
جائزة غرينزين الإيطالية Grinzane Prize العريقة التي تمّ تأسيسها منذ عشرين عاما، والتي تستمد قيمتها من كونها ذهبت لعشرين علم من أعلام الفكر العالمي والثقافة والفلسفة الإنسانية، سيتسلّمها المفكر العربي طارق حجي Tarek Heggy في مقاطعو نابولي من جننوب إيطاليا، يوم الثامن من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، والتي من المقرر أن يحضرها رئيس وزراء إيطاليا سيلفيو برلسكوني، وعدد كبير من وزراء الثقافة الأوروبيين، وعدد من من المفكرين الذين حازوا على جائزة نوبل في الآداب إثر نيلهم لهذه الجائزة وهم:Wole Soyinka, Nadine Gordimer, José, Saramag o and Günter Grass.
وهاهي جائزة غرينزين للعام 2008، ولأول مرة في تاريخها، تمنح لمفكرعربي صاحب طريقة تنويرية متكاملة، شكّلت هيئة مشروعه الفكري الذي بدأ مع صدور أول مؤلفاته منذ ثلاثين عاما ، والذي مرّ في عدة مراحل، خصّص أولها لنقد الفكر والتجارب الاشتراكية في ثلاثة كتب، تلتها حقبة أصدر خلالها سبعة أعمال قدّم فيها تشريحا تفصيليا لمشكلات المجتمعات العربية: سياسيا واقتصاديا واجتماعبيا وثقافيا وتعلميا.
منذ أواسط تسعينات القرن الماضي حلتّ المرحلة الثالثة من مشروعه الفكري، حيث تنصب اهتماماته على مثالب المناخ الثقافي السائد في المجتمعات العربية والتي تعود جذورها إلى الفهم والتفاسير بالغة السلبية للدين، ذلك بموازاة ومحازاة المغالاة والتطرّف في مقرّرات العديد من الهيئات التعليمية العربية.
إلى جانب مؤلفات طارق حجي السبعة عشر، بالعربية، فقد صدرت له خمسة كتبا باللغة الانكليزية، تتصل بالمرحلة الثالثة من مشروعه الفكري، أي بالسقم المعرفي والثقافي والتعليمي الشائع والذائع في معظم المناخات الثقافية العربية.
وخلال السنوات العشر الأخيرة أصبح مشروع طارق حجي الفكري مشهودا لدى جلّ مراكز البحوث الأميركية والكندية والأوروبية، وكذا معاهد دراسات الشرق الأوسط بكبريات جامعات العام المتقدم، حيث قامت جامعة كبرى مثل جامعة تورنتو بتأسي كرسي باسمه للدراسات العليا في الأديان المقارنة، كما ساهم هو في عملية تأسيس أول كرسي للدراسات القبطية في الجامعة الاميركية بالقاهرة. ويجيء فوز حجي بجائزة غرينزين الإيطالية المرموقة كتتويج لعشرات الكتب ومئات المقالات التي كتبها بالعربية، وتمت ترجمتها ، وتمت ترجمتها إلى الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والعبرية والإيطالية والألمانية .
ويمكن تلخيص المشروع الفكري لطارق الحجي بالنقاط التالية:
– 1 إيقاظ العقل العربي على حقيقة كونه من أقل العقول المعاصرة قبولا للنقد، وكذا ممارسة للنقد الذاني. إذ يرى حجي أن العقل النقدي كان ولا يزال حجرالأساس الذي قامت عليه الحضارة الغربية المعاصرة.
2 – الدعوة التفصيلية لضرورة بذر قيمة الإيمان بالتعددية، وممارسة الغيرية، وكلاهما مفتقدين في سوسيولوجيا الفبيلة العربية التي لا تعرف إلا الفردانية عوضا عن التعدد، كما أنها تقصي نفسها عن الغير وتلتف حول أناها. وقد قدم حجي تحليلات مطولة لتفشّي قيم القبيلة العربية في أهم شكل من أشكال الإبداع عند العرب وهو الشعر. وله مقولة بأن الشعر العربي النبطي يقوم كلية على قيم القبيلة المناقضة والمناهضة ل قيمالمجمع المدني العصري المتحضر.
3- العمل على وضع برامج تعليمية تفصيلية تؤصل لقيمة عالمية وإنسانية العلم والمعرفة في المسيرة الحضارية. ففي كتابه “قيم التقدّم” يحاول حجي أن يرسخ في عقل وضمير قرائه أن التقدم ليس ظاهرة غربية، ولا يهودية، ولا مسيحية ، بل هي ظاهرة ذات مكونات وعناصر إنسانية محض.
4- حجي من المناصرين والدعاة العنيدين لحقوق المرأة والأقليات، والرافعين لقيم التسامح الديني والتبادل الثقافي.
من آخر إنجازات طارق حجي مشروع تنويري قيد التأسيس لمؤسسة ثقافية يطلق عليها اسم “مجلس ابن رشد وابن ميمون”Averroes & Maimonides Council للتبادل الثقافي، وذلك بالمشاركة مع معهد الوارف في العاصمة الأميركية واشنطن www.alwaref.org .
خاص – صفحات سورية –